2024
Adsense
مقالات صحفية

عمان في وجدان الشعر

خولة كامل الكردي

التاريخ العماني عريق كعراقة شعبه العربي المسلم الأصيل، وعمان الأرض والسماء والبحر يكتمل فيها الجمال الساحر، وهذا التناسق والانسجام المدهش بين الأرض والإنسان، ألهب مشاعر وأفكار الشعراء والأدباء، فكتبوا العديد من الأعمال الفنية الوجدانية الأدبية عن حضارة ورقي عمان و ساكنيها، ويتلازم ذلك الانطباع عن بصمة الأجداد والأسلاف، آثارها يلحظها الرائي بوضوح في القلاع والقصور والدور العتيقة التي شيدت بعرق العمانيين تنطق بأصالة معدن رجالها وبنائيها وتجارها ومؤدبيها، ففاض الشعر من مكنونه فها هو الشاعر يستفيض في الثناء على سحر عمان قائلاً:
عمان حلم تناجيه قوافينا
فتستفيق على النجوى ليالينا
وعداً عليّ وقد أصغى الزمان لنا
لأنظمنّ بها أحلى أغانينا
ماذا على القلب إن هاجت هوائجه
فراح ينشد أشعار ابن زيدونا

تمتاز عمان بطبيعة خلابة مدهشة حباها الله بها، وطقس لطيف خاصة في ثلاثة فصول الربيع والخريف والشتاء، فمن النادر أن تجمع بلاد تلك الأجواء الربيعية معظم السنة، لكن عمان تمتاز بدرجات حرارة معتدلة وهواء عليل يجعلها مقصد سياحي هام، وفي الأبيات التالية يسهب شاعرنا في وصف طبيعة عمان وتضاريسها، بأبيات تجسد الوصف أيما تجسيد فيقول:
يزهو به نجم الثريا حين يأتلق
فأزهر الدراق في كفي وعانقني
على الطريق المحتفى بي الظل والحبق
ورافقتني بيوت الأهل يسبقها
ذاك البياض المصطفى ازدانت به الطرق
أتيت عمان، والأشواق راحلتي
أطوي إليك الدرب والأحلام تستبق
قد حملتني لك الشطآن زرقتها
واللج يهديك ثماراً شفها الشفق
وقصة عمان في حب القدس وفلسطين أزلية، لا ينازعها في ذلك أحد، لأن حبها صادق ووفي وعميق، فلسطين قضيتها من منبع عقائدي متين لذا مازالت قضية المسلمين الأولى، فنصرتها للأقصى والمقدسات الإسلامية يجري في دمها وعروقها ومن صلب عروبتها، وقد آثر الشاعر الفلسطيني رجا سمرين إلقاء الضوء على ارتباط عمان بأرض فلسطين الطاهرة بتلك الأبيات المعبرة:
فليس للقدس من نصير
سواك في ظلمة القتام
يا أرض أحلامنا العذارى
ومنبت الطهر والغرام
سلمت للعرب دار صدق
حافظة العهد والذمام
شعارك العدل والتآخي
ووحدة العرب في الختام
فهي التي دونها سنبقى
أذلة في حمى اللئام
(تمت المراجعة الأولى)

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights