إياك أن تكون موظفاً ذكياً وإلا.. (الجزء الأول)
غزلان بنت علي البلوشية
في عالم العمل اليوم، حيث يعتقد الكثيرون أن الذكاء والابتكار هما المفتاح الذهبي لتحقيق النجاح والتميّز، تكمن الحقيقة في مكان آخَر، حيث يمكن أن يكون الذكاء المفرط سيفاً ذا حدّين.
فبينما يسعى الموظف الذكي لإثبات كفاءته وتميّزه، قد يفتح على نفسه أبواب الخطر، متمثلة بشكوك الإدارة ومخاوفها.
في هذا المقال، سنتناول محطات يجب على كل موظف أن يدركها ويتوقف عندها بحذر، حتى لا يقع في محظور أن يكون ذكيًا بشكل يثير القلق والريبة مِن حوله.
الذكاء تهديد للإدارة:
يقول الفيلسوف اليوناني سقراط: “الذكاء هو القدرة على التكيّف مع التغيير.
لكن ماذا لو كانت هذه القدرة على التغيير تشكل تهديداً للإدارة؟
عندما يتفوق الموظف الذكي بقدراته الفائقة، يمكن أن يبدأ المديرون في الشعور بالتهديد على مكانتهم واستقرارهم في المنظمة.
– مخاوف الإدارة: قد ترى الإدارة في الموظف الذكي مصدر تهديد لمكانتها واستقرارها في المنظمة عندما يُظهر قدرات فائقة، قد يشعر بعض المديرون بالخوف من أن يتم استبدالهم بهذا الموظف. كما قال المخرج السينمائي ستيفن سبيلبرغ: “الذكاء وحده لا يكفي الشجاعة في اتخاذ القرار هي التي تصنع الفارق”.
– التنافس الداخلي: الذكاء المفرط قد يؤدي إلى خلق بيئة تنافسية غير صحية داخل الفريق، حيث يبدأ الزملاء بالشعور بالغيرة أو التهديد. هذا قد يؤدي إلى صراعات داخلية تعوق التعاون والتقدم. كما أشار الكاتب الأمريكي ديل كارنيجي: “التنافس يولد التوتر، والتعاون يولد الثقة”.
تجاوز السلطة والمسؤوليات
من الأقوال المشهورة للفيزيائي ألبرت أينشتاين: “الذكاء الحقيقي يكمن في القدرة على التكيف مع التغيير. لكن في بيئة العمل يمكن أن يكون التكيف المفرط والتجاوز عن الحدود المرسومة له نتائج عكسية”.
تجاوز الحدود والتجاهل المتعمد: كيف يمكن أن يصبح الذكاء عبئاً في بيئة العمل يمكن أن يكون الذكاء سلاحاً ذا حدين؛ الموظفون الأذكياء يمتلكون القدرة على رؤية الحلول والفرص التي قد تغيب عن الآخرين، وهذا قد يدفعهم لاتخاذ قرارات جريئة ومبتكرة. ولكن في كثير من الأحيان، يمكن أن يقودهم هذا الذكاء إلى تجاوز حدود صلاحياتهم دون الرجوع إلى الإدارة، مما يخلق احتكاكات ويؤدي إلى صراعات داخلية.
1.القرارات الجريئة: الموظف الذكي قد يرى فرصاً للتطوير أو تحسين العمليات، ويأخذ على عاتقه تنفيذها دون استشارة الإدارة على الرغم من نواياه الحسنة، يمكن أن يُعتبر هذا تجاوزاً للسلطات الممنوحة له، مما يثير غضب المديرين، ويؤدي إلى صِدامات غير مرغوبة.
2.الاحتكاكات الداخلية: القرارات التي تُتخذ بدون التنسيق المناسب يمكن أن تؤدي إلى عدم التوازن في الفريق. زملاء العمل قد يشعرون بأنهم مستبعدين أو غير مقدّرين، مما يخلق جواً من العداء والتنافس غير الصحي.
3.الصراعات التنظيمية: تجاوز الحدود يمكن أن يعرض الموظف لمخاطر مهنية، بما في ذلك التوبيخ أو العقوبات التأديبية. الموظف قد يجد نفسه في موقف صعب يحاول فيه تبرير أفعاله وقراراته، مما يؤدي إلى توتر إضافي داخل الفريق.