سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
مقالات صحفية

طبيب جراح يداوم في جهتين لصالح من !

محمد بن خميس الحسني
alhasani60536@gmail.com

في مقالتي هذه لا أعاتب الموظف الذي يداوم في مكانين أو جهتين أو أكثر فمن حقه أن يداوم حتى في عشر جهات مختلفة إذا كانت لديه القدرة والاستطاعة في الجمع بينهن مع عدم الإخلال والتقصير في أي جهة من تلك الجهات العشر.

أنا لا أتفق مع الذين يقننون ويحصرون الموظف بالدوام في جهة واحدة مهما كانت أسباب الحجج التي لديهم ، فالموظف الحكومي أو غيره الذي لديه عمله الأساسي نادرًا ما تجده يستطيع العمل في جهتين إلا بعد انتهاء دوامه الرسمي، أو في إجازته وهذه حالات من الصعوبة أن تجد شخص يجمع بين وظيفتين إلا إذا كان يعمل في فترة أخرى مسائية وستسبب له جهد وإرهاق كبير وهذا واقع.

وموضوع مقالتي يتحدث عن وظيفة الطبيب وبالتحديد طبيب العمليات وأركز على الأطباء الجراحين والاستشاريين خاصة الذي يقومون بعمليات مهمة وصعبة بحيث من الصعوبة بمكان أحد غيرهم يؤدها بنجاح.

سلطنة عمان – ولله الحمد والمنة – بفضل من الله وبفضل حكومتنا الرشيدة أولت جل اهتمامها بمهنة الطب بكافة مجالاتها ومستلزماتها من أدوية وطاقم طبي وفني وإداري ، وتلحق الأطباء في بعثات داخلية وخارجية وتوفر لهم العديد من الفرص في الدورات التدريبية والورش التخصصية والمؤتمرات على مستوى عالي الجودة سواء داخل السلطنة أو خارجها .

وقد استطاع الطبيب العماني أن يكون منافسًا قويًا يشار له بالبنان، فنجدهم يقومون بعمليات جراحية دقيقة تستمر لساعات مطولة ، عمليات بمستويات مختلفة ( صغيرة ومتوسطة وكبيرة ) والكبيرة فيها ليس من السهولة على أي طبيب جراح أو استشاري يقوم بعمل العملية الجراحية المعقدة إلا إذا كان من الأطباء المعروفين الأكفاء أصحاب الخبرة الطويلة والمحصورين والمحددين بأسماء معينة.

وعندنا في السلطنة عدد من المستشفيات المرجعية التي تُجرى فيها عمليات جراحية كبيرة وصعبة من استصئال أورام وزراعة كلى ونخاع

أيْ بإيجاز نحن نملك كادرًا طبيًا فوق الممتاز في الأداء من العمانين والوافدين .

وكما أسلفت سابقًا معنا مستشارون وجراحون أصحاب خبرة وتمكن، ولكنهم للأسف المؤسف قلة وبعضهم يداوم في مكانين حكومي وخاص ( في الفترة المسائية) أو في فترة إجازته ، وهذا حقه مثلما أشرت سابقا وهنا لب المشكلة وأساس موضوعي.

مواعيد في الانتظار تصل لأشهر! مرضى ينتظرون ويعانون ويتسابقون للحصول على العلاج، وكأنهم في ميدان معركةحرب ضروس ! مبدئيًا ومن واقع تعامل سابق ، أستطيع أن أخمن رد بعض المسؤولين في وزارة الصحة بقولهم يعتمد أن إجراء أي عملية جراحية تتم وفق معاينة حالة المريض الصحية هل هي مستعجلة أم متوسطة أو غير ذلك أي الانتظار فيها لا يسبب مشكلة.

والسبب في طول الانتظار لمواعيد العمليات بالذات حسب وجهة نظري الشخصية هو قلة الكادر الطبي من الجراحين وهذا تحليل ورد جميل ومنطقي وسليم ومتفق عليه ، إذن لماذا هناك مرضى يتألمون وينتظرون العلاج بلهفة وشوق ؟وذويهم تجدهم في حيرة من أمرهم يراجعون من مكان لآخر فقط من أجل الحصول على موعد عملية قريب لابنه أو أمه أو أبيه ، ولماذا المريض يعاني ويصرخ من الألم أمام ناظري أفراد أسرته؟
ولماذا السفر للخارج من أجل العلاج وهناك أسر تستقرض مبالغ طائلة فقط من أجل علاج أبنائها ؟

نعم هناك حالات تفضل السفر للعلاج في الخارج لإيمانها أن العلاج هناك أفضل ، وبعضها لسبب طول الانتظار في المستشفيات الحكومية، لذا تفضل أن تتعالج خارج البلاد مهما كلفهم الأمر من مبالغ مالية طائلة.

وهناك أسر كثيرة تضطر اللجوء للاستقراض سواء من البنوك أو أحد الأقارب أو الأصدقاء وهناك أسر تبيع جميع ما تملكه من أجل علاج أفراد أسرتها.

إن من أهم أسباب الذهاب للعلاج في الخارج الانتظار الطويل ، والذي قد يسبّب أضرار للمريض نتيجة طول مدة انتظار موعد عمليته ، كيف لا يكون هناك تأخير وطول الانتظار وأعداد الجراحين يعدون على الأصابع وبعضهم يعمل في مكانين حكومي وخاص .

بالله عليكم كيف يستطيع الجراح أن يقسم وقته وعددهم قليل ، وإن كانوا أولئك الأطباء الجراحين يداومون بنظام حسب العمليات أي يعملون عمليات في المستشفيات الخاصة حسب حاجة ذلك المستشفى لخدمات الطبيب الجراح.

همسة :

إن تقليل فترة الانتظار لمواعيد المعاينة للمراجعين المرضى أصبح أمرًا وغاية في الأهمية ، والذين يحتاجون عمليات حسب نوع وأهمية العملية الذي يعتمد على تواجد المستشارون والجراحون بصورة دائمة .

وهذا أمر صعب كون أن بعضهم ملتزم ومرتبط مع مستشفى خاص وبطبيعة الحال هذا حقه ولا أحد يستطيع منعه ، خاصة أنه ينظم ويوازن أوقات عمله ما بين دوامه في المستشفى الحكومي والمستشفى الخاص.

وهنا سؤال موجه للمعنيين في وزارة الصحة ما الحل حول هذا الموضوع ؟ وهل سيكون هناك حل لمعاناة المراجعين المرضى من طول الانتظار ومساعدتهم ليعملوا عملياتهم داخل البلاد بدون تأخير مطول بدلًا من اللجوء الاضطراري والسفر في الخارج مهما كلفه من مشاق مصاريف تكلفة العلاج والجهد والتعب من السفر عدة مرات ؟
فهناك حالات لعمليات جراحية تستدعي المراجعة بين الفترة والأخرى
أم سيستمر الوضع كما هو لا تغيير يذكر!

كلنا أمل في التغيير وزيادة عدد الأطباء الجراحين والمستشارين بحيث تقل فترة المعاناة للمريض المراجع القابع في منزله منتظرًا الفرج لحالته الصحية.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights