شعاع دربات

حمد بن سعيد المجرفي

أيقونة جميلة تتشكل بواحاتها الخضراء، والشعاع يتلألأ ويبرق فى عيون زائري ظفار، حيث الطبيعة والجمال محيطة بها المسطحات الخضراء، فما بين أشجار تعانق شامخات جبال ظفار، وما بين مناظرها الآسرة، ترتسم الطبيعة بلوحة أبدع فى رسمها الخالق وخصّ بها هذه البقعة من أرض عُمان الحبيبة، وحبا الله به جنوب عُمان من النِّعم ليأتي فصل الخريف محملاً بأجمل الحلل، نسمات عليلة وأعوادٌ تتراقص، وأوراق تزداد باخضرارها بهاءً، ونباتات تزهو وتزهر، وتشكّل السحب محملة بالمطر، ويستمر الرذاذ طيلة فصل الخريف يتساقط على ظفار بأكملها، تسوقنا الأقدار لنبحث عن متنفس، وتحطّ بِنَا في مدينة صلالة، حيث الجمال والأصالة، وتأخذنا تلك المحطة إلى تلك الطبيعة والعيون، حيث يأسرنا وادي دربات وما يطرى عليه من التطور وما يشهده من الاهتمام، وتتوالد عليه الأفكار من أجل النهوض بالسياحة، فهنا كانت محطتنا للكتابة عن هذا المكان الجميل، والذي يبعد عن مدينة صلالة قرابة 40 كم، كذلك يبعد عن ولاية طاقة 7 كم، فيشدّنا الانتباه إلى ردهة سياحية تكوّنت بقلب بحيرة دربات، كانت بدايتها فى عام 2019 م.

فتلك الردهة هى إحدى المشاريع الناجحة في محافظة ظفار، والذي تتوسطه بحيرة وادي دربات، وجمعتنا الصدف بأن ألتقي برائد الأعمال علي بن سالم الشحري، وأثناء الحديث افتتح كلمته بالحمد والثناء على الله تعالى، وجزيل الشكر والامتنان إلى صاحب السمو السيد محافظ ظفار، وسعادة رئيس بلدية ظفار على ما يبذلونه ويبادرون به من عمل جبار من أجل تطوير مواقع ظفار السياحية، رائد الأعمال علي الشحري صاحب مؤسسة شعاع دربات ويدير إحدى الأقسام فى تلك البحيرة ليتلالأ الشعاع بإبريق لامع تتفجر به العيون، وتتوارى بشلالاتها المنحدرة لتتناغم بخريرها أصوات الصخور بطبيعة جاذبة، وتعزف بأوتارها طربً لتزفّ الطيور أهازيج الفرح مستبشرة بزائري دربات ومرحبة بهم، رغم الازدحام والاختناقات المرورية وصعوبة الوصول إلى عين دربات، غير أن أغلب زائري صلالة يتجهون إليها مستمتعين بالأجواء وما يقام فيها من فعاليات عبر هذه البحيرة والتي تشمل المسير بالقوارب عبر البحيرة، كذلك هناك تم تدشين سلك الانزلاق والمرجحات وتأجير الأكواخ، بالإضافة إلى كشكات بها أنواع عدة من المأكولات والمشروبات، ولنحط هنا بعض الحلول من أجل تطوير هذا المكان:

عمل مَخرج خاص للخروج بحيث يصبح المَدخل إلى وادي دربات هو نفس المدخل الحالي، وشقّ طريق آخر بحيث يصبح لها مخرج خاص مغاير لحركة الدخول، إضافة إلى المطالبة من الجهات المختصة والمعنية بدعم رواد الأعمال القائمين على هذه الفعاليات ليتسنى لهم التطوير والتوسع وعمل إضافات جديدة لاستقطاب السياح إلى هذه الواحة الخضراء والمكان الجميل.