2024
Adsense
مقالات صحفية

غُصْنُ حبٍ مدّ ظِلَه

صالح بن خليفة القرني

رغم حفظي لكلمات الشاعر الرائع هشام الصقري وترديدي الدائم لها، لم أتخيل أن كل حرف في عُمان غصن حبّ مدّ ظلّه إلا اليوم، فأجدني أستظل بعين عُمان المضمومة التي لم ولن تُكسر، فبعد الأحداث الأخيرة ومقاطع تبادل إطلاق النار في الوادي الكبير التي انتشرت كالنار في الهشيم، أصِبتُ كغيري من العمانيين وكل من يعيش في هذا البلد الآمن بالهلع،
كيف لا وعُمان تتغلغل في أعماقنا من مسندم إلى صرفيت ولا نرضى أن تُمسّ بشعرة.

تعمدتُ أن أستظل بالعين لإيماني التام بأنها ليست نائمة، إذ هبّت الأجهزة الأمنية والدفاع المدني بعد وقوع الحادثة وتصدت لإطلاق النار، ودفع أحد رجال الشرطة البواسل روحة للدفاع عنها.

إنها ليست المرة الأولى التي يستشهد فيها رجل من رجال الأجهزة الأمنية والعسكرية ذوداً عن حياض الوطن. فلطالما دفعوا أرواحهم في سبيل حفظ أمن واستقرار الوطن، ألا يستحقون بعد ذلك أن تلتفت قيادة هذا الجهاز المحترم للنظر في زيادة أجورهم مقابل ما يقومون به من جهد؟

يخطئ من يظن أن عُمان الهادئة الوادعة المسالمة صيدٌ سهل، فهي وإن بدت جميلة ففي أنيابها العطب الذي يتمثل في أبنائها المخلصين عامّة، والعاملين في الأجهزة الأمنية والعسكرية خاصة. إذ نقف لهم في واقع الأمر تحية إكبار وإجلال وتقدير على ما يقومون به من جهود جبارة لحفظ الأمن والاستقرار.

نحن في عُمان والحمد لله ننعم بموفور أمن واستقرار، وذلك لَعمري يُعزى للُّحمة الوطنية لأبناء عُمان البررة، فلا قبلية ولا مذهبية ولا مناطقية ولا عنصرية، وحتى لو حاول بعض مثيري الفتن تأجيج أي خلاف فإنهم سيجدون من يقف لهم بالمرصاد، وستبقى عُمان مذ عرفناها للعمانيين وغيرهم غُصْنُ حبٍ مدّ ظِلَّه.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights