الأربعاء: 09 أبريل 2025م - العدد رقم 2515
Adsense
الخواطر

صمت الأحزان ..

  سارة القطيطية

من أخبر عن كل هذا الحنين؟

ومن يحتضن قلبي المتعب؟

ليس لي من مقربٍ فأقصده،

ولا من أطرق بابه فيسمعني.

أريد أن أبكي،

لم أجد أحداً لأخبره بأني حزين.

فبكيت لوحدي،

ولم أجد من أشكو إليه أوجاعي.

فخبأتها في صدري، لأُخرج ولو قليلاً من تعب.

تتراقص غصتي وانهياراتي ما بين كتابي وقلمي.

تسقط أدمعي على أوراقي كالحبرِ.

لتولد من بين كفوفي الكلمُ.

من أنا؟ ولمَ أنا هنا؟

لا أحد ينصت لحزني المرتسم في ملامحي.

ومن يقرأ عيني بأني أحتاج إلى الحضن.

ملامحي كجثة هامدة.

فيزينوا وجهي بالكلمات المنمقة.

لا شمس أشرقت لي بعد أمي،

ويأبى ظلام قلبي أن ينجلي.

لست طفلة، ولست بذاك النضج الذي يجعلني أعتني بنفسي.

ومن ذا الذي ينظر لروحي المنكسرة؟

ولشتاتي وضعفي؟

كم استلقيت بجانبكِ يا أمي،

وملأت جدران غرفتك بالضحك.

كم كانت تواسيني ابتسامتك المريحة،

وتعابير وجهك النقية.

الآن، ماذا فعل التراب بوجهك يا أمي؟

وأين هي ضحتكك الرائعة؟

ولماذا جدران هذه الغرف باردة جداً؟

أراكِ في ملامحي ولو غيّبكِ الموت عني.

وأنت في أدعيتي ما دمت حياًّ.

أرسلي لي يا أمي طيفك يوماً،

لأرى وجهكِ وأنهض.

الحياة لا تحتاج إلا للركض،

وأنا متعبة ولا أكاد أسند نفسي المحطمة وأمضي.

كل الدموع سكنت ما بين حنجرتي وقلبي.

أحضنيني يا أمي،

فأنا أريد أن أبكي،

لمّا يعد القلب يتحمل ضعفي،

كتمت حزني عليك يا أمي،

لكي لا تري في قبرك تعب بسببي.

 لن أصمد طويلاً،

 قلبي تمزق وبدأت الجروح بالنزفِ.

أرجوك، احضنيني يا أمي،

لأني فقط أريد أن أبكي.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights