المواطن المخلص صمام أمان لبلده

خليفة بن سليمان المياحي
يحفظ الوطن ويسوده الأمن والأمان والاستقرار بقدر إخلاص أبنائه وحبهم الصادق له؛ ولا شك أن المواطن الصالح يعد صمام الأمان الذي يقيه من المخاطر، ويبعد عنه كل حاسد وحاقد ومبغض؛ وكلما كان المواطن وفيًا لوطنه وولي أمره، كلما أغلقت المنافذ والأبواب أمام من يريد زعزعة أمنه وتقويض استقراره.
إن وطننا الغالي -سلطنة عمان- ومنذ بداية النهضة الحديثة التي قاد مسيرتها المباركة السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- ، وصولًا إلى العهد السعيد المتجدد لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -يحفظه الله ويرعاه- ، يعيش نعمة الأمن والاستقرار؛ فقد استطاع السلطان قابوس بحكمته ورؤيته الثاقبة وبعد نظره أن يصل بنا إلى بر الأمان، ليس فقط داخل الوطن وإنما استطاع أيضًا إطفاء بوادر اندلاع حروب ومشاكل وخلافات في المنطقة خلال فترة حكمه -يرحمه الله تعالى-.
وها نحن، بفضل الله وكرمه، نجد الحياة تسير على طبيعتها عندما اعتلى دفة القيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -يحفظه الله ويرعاه- . فقد تجلت في شخصه السامي صفات الحكمة والحنكة المتقدة، وقد عاهد نفسه وشعبه أن يمضي قدمًا نحو مزيد من التقدم والاستقرار، إلى جانب الحفاظ على مقدرات ومكتسبات الوطن؛ سار حفظه الله على نفس النهج الذي سار عليه سلفه من سلاطين عمان الأفذاذ.
ولهذا، كان وطننا الغالي سلطنة عمان ولا يزال مبادرًا لكل ما من شأنه استتباب واستقرار الأمن في كثير من دول العالم؛ وهو الأمر الذي تميز به منذ عقود، مما ساعد على زيادة التطور والعمران في كل ميادين الحياة. ومن البديهي أنه كلما ارتفع مستوى الأمان في أي دولة من الدول، زاد ذلك من النماء والبناء، وانعكس إيجابًا على حال المواطن حيث يتمكن من العيش في راحة وهناء وسعادة وسرور وانسجام.
إن المواطن هو الدرع الحصين لبلده، وهو السياج المتين الذي يحميه مما قد يؤثر على مقدراته ومكتسباته واستقراره؛ وفي نفس الوقت، فإن الوطن كفيل بتحقيق مطالبه وما يحتاجه من تحسين للمعيشة، وتوفير فرص العمل، وإيجاد السبل الكفيلة ليعيش وأسْرته حياة كريمة. وهناك قنوات رسمية تمكنه من إيصال تلك المطالب لأصحاب القرار؛ ولا شك أن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حريص على إسعاد وراحة أبناء شعبه، وإيجاد السبل لاستمرار الحياة السعيدة لكل فرد من أبناء الوطن.
ربما يتأخر تحقيق بعض المطالب، وربما تُؤجل بعضها لاعتبارات تقدرها الحكومة، لكن لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهل الطلب؛ وأكيد أن هناك الحلول والوسائل التي تعكف الحكومة على إيجادها ليحصل كل فرد من أبناء الوطن على حقوقه المشروعة دون منة ولا تذمر؛ فقط هي مسألة وقت لا أكثر، ويجد كل مواطن حقه ومطلبه.
الأهم في كل ذلك أن لا نفرط أو نساهم في أي شيء من شأنه زعزعة أمن الوطن واستقراره؛ فإن حدث ذلك -لا سمح الله- فإن الذي ننعم به الآن سنفقده، ولن نطال ما كنا نعيشه، فضلًا عما كنا نطلبه. وهذا لا يقبله مواطن أبي وكريم يعيش على تراب الوطن الغالي.
وفقنا الله جميعًا لنحفظ لبلدنا خيره وأمانه واستقراره، ولنكن أكثر انتماءً وحبًا وولاءً لوطننا ولقائدنا الملهم -حفظه الله ورعاه-.