سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
قصص وروايات

يوم التروية…رحلة الروح نحو النور والتجديد

محمود الخصيبي

في صباح يوم التروية

في الثامن من ذي الحجة، وفي قلب مِنى، يتجمع الحجاج من جميع أنحاء العالم لبدء أهم أيام رحلتهم الإيمانية، والتي تحمل في طياتها الصلاة والذِّكر والابتهال، وما يكون في خضمّ ذلك من تلبية وتكبير وتعبُّد، يبتغي من جلّها الحاجّ التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وتنبض النفوس بالحماس والشوق لقضاء هذا اليوم الخاص.

صباح يوم التروية، استيقظ سالم وأحمد باكراً بقلوبٍ مليئة بالدهشة والترقّب، فقد حان وقت بدء مناسك الحجّ. ثم ارتديا إحرامهما الأبيض، وتوجّها نحو الميقات لمكان التلبية قبل دخول مكة.

سأل أحمد سالم عن أنواع الحج، فبيّن له أن هناك ثلاثة أنواع من الحج:

الأول هو الإفراد: هو الذهاب لأداء الحج فقط.

أما الثاني فهو القِران: وهو الذي يجمع بين العمرة والحج ولا يفصل بينهما.

أما ثالث هذه الأنواع فهو التمتع:

وهو أن يؤدي العمرة، ثم يحرم ليبدأ بعدها في يوم الثامن بالإحرام للحج.

 ثم سأل سالم أحمد عمّا إذا كان قد فهم ما أملاه عليه أم يعيد ما قاله له مجدداً؟ فأكد له فهمه واستيعابه عمّا بيّنه له، وقد شكر له صنيعه هذا.

وهما في طريقهما إلى مشعر مِنى، قال سالم: هل تعلم يا أحمد لماذا سُمّيَ يوم التروية بذلك؟ فأجابه أحمد بالنفي،

 فأخبره بأن الناس كانوا يشربون منه الماء في مكة، ويأخذونه إلى مِنى، لعدم توفر المياه في تلك الحقبة من الزمن ليكفيهم حتى آخر يوم من أيام الحج.

 وعندما وصل سالم وأحمد إلى مشعر مِنى، شَعرا بالسكينة والاطمئنان والهدوء والقرب من الله سبحانه وتعالى، وقد أدّيا صلواتهما وما تبع ذلك من أدعية واستغفار، في أجواءٍ مُفعمة بالروحانية والخشوع الإيماني وهما يردّدا مع أفواج الناس حجيج بيت الله الحرام “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والمُلك لا شريك لك”. حيث استعادا معاني الطاعة والتوحيد، وتفكّرا في عظَمة الله.

وبينما هما وبقية الحجيج متبتلين إلى الله عزّ وجلّ بالدعاء والابتهال والتهليل والتكبير والتلبية، وكان الخشوع يحرك الأجساد، وكانت الدموع تبلل الأوجان والأكُفّ إلى السماء ممدودة ترجو الله قبولاً وغفراناً وهم يشكرون ويحمدون ربهم شاكرين، ويثنون عليه لنعمهِ العظيمة عليهم.

وفي المساء، انطلق سالم وأحمد والمجموعة من الحجّاج نحو مزدلفة حيث مخيمهم، حاملين معهم أجمل الذكريات والدروس التي تعلموها في يوم التروية.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights