سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
مقالات صحفية

فاقد الشيء يبحث عنه!

د. حميد أبو شفيق الكناني

كأنها السلام، هكذا قال جندي وهو يصف حبيبته للجنود.
وفي مسابقة لرسم الليل كان الفائز أعمى.
حتى قيل: إن الحاجة أم الاختراع، وهي الطريق والطريقة إلى الإبداع…
وهكذا تستمر الحياة تفاجئنا بالتناقضات.
فاقد الشيء لا يعطيه ولكنه يبحث عنه أينما كان، يفتش عنه في كل مكان، يسأل عنه موج البحر وفيروز الشطآن كما قال نزار قباني.

ولرب قوم حرموا من كل شيء حرموا وظلموا في كل شيء ظلموا، وتقطعت بهم الأسباب.
لم يعرفوا لون السماء
لفرط ما انحنت الرقاب!

فاقد الشيء يطرق الأبواب، ومن رام وصل الشمس حاك خيوطها، واقفا على الأعتاب
فاقد الشيء يراه في منامه، ويتخيله في يقظته وأحلامه، ويتصوره في جلوسه وقيامه، يراه في كل حركاته وسكناته من خلفه ومن أمامه، ليصنع منه الملاك الذي يسبق الرياح، يأتي على بساط سليمان تقذف به النجوم والكواكب والأفلاك.
حتى إذا جاءه ذاب فيه رآه أملاً لا يبغي عنه حولا، ولا يرى أن من ورائه شيئا يستحق المغامرة والمخاطرة، فهنا الملتقى وهنا المنتهى عند جنة المأوى.
فالنور لن يعمي عيوناً
قد جبلن على الظلام

فاقد الشيء سعيد وشقي، سعيد بالقناعة حتى يأتيه اليقين ويزوره ملك الموت واليأس أحد الراحتين، وشقي؛ لأنه يلهو وغيره يعلو ويبدع؛ ولأنه يلغو وسواه يسمو ويخترع.
ولعل لجغرافية المكان وتاريخ الزمان اليد الطولى في هذه التعاسة الأزلية.
فهما رضيعا لبان وفرسا رهان في تعيين المسير وتقرير المصير
فتباً للحظ العاثر والصدفة العمياء والقدر المشؤوم.
لو كنت من مازن لم تستبح إبلي
بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا
ولكن لا دار مازن داري ولا جارهم جاري ولا أجدادهم ولا أولادهم ولا أحفادهم يمدون لي بصلة.
فاقد الشيء يبحث عنه أينما كان!

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights