وفاة الداعية الشيخ أحمد بن مسعود الحارثي، حدثٌ جلل
سالم بن سيف بن سالم الصولي
{وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ} آل عمران آية 145.
بقلوبٍ مؤمنة بقضاء الله وقدره، تلقينا نبأ وفاة المغفور له -بإذن الله تعالى- الشيخ العالم الداعية التقيّ الورع الزاهد أحمد بن مسعود الحارثي، أمير جماعة الدعوة والتبليغ في سلطنة عُمان، وبهذا المصاب الجلل نتقدم بخالص العزاء والمواساة لأسرة الفقيد، فلقد مثّل رحيله خسارة فادحة، ليس على مستوى سلطنة عمان فحسب، بل على مستوى العالم الإسلامي، وكل من عرف الشيخ أحمد عليه رحمات الله تعالى نازلة.
توفّيَ الشيخ عن عمُر ناهز (75) عاماً تقريباً، كانت حياته حافلة بالعطاء والجدّ والاجتهاد في مُراد تبليغ دِين الله تعالى في كافة أرجاء المعمورة، انتقل رحمه الله ظهر يوم الثلاثاء: 27 / 5 / 2024م، وقد ودّعت سلطنة عمان بأحرّ الدموع أحد مشايخها الأجلّاء، الذي كان مدرسة من مدراس الآخرة تتنقل من مكان إلى مكان، ومن بلد إلى بلد، فحياته كانت حافلة بالبر والتقوى.
رحل شيخنا الجليل الذي كان له القدح المعلِّي مع الذين ساهموا في نشر الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى بالقول الحسن والنصيحة الطيبة داخل وخارج سلطنة عمان، وفور الإعلان عن النبأ الحزين وسماع الخبر، توافد المئات من الناس إلى المكان الذي سوف يُصلّى فيه عليه، وقد سُمعت الأصوات والحنين من الحضور، وذُرفت الدموع مدرارة من العيون، بعد تجهيز الشيخ وقبل الصلاة عليه وُجدت مساحة للحضور لإلقاء النظرة الأخيرة والوداع عليه رحمة الله تعالى تغشاه، وأقول ما قيل عن مثل هذه الوقفة، ليس هناك خلود في الدنيا، فالدنيا مكان الفواجع والآلام. فرقتنا الدنيا عن روح كانت لنا من أقرب الأحباب. أبكي في كل ليلة على رحيله ليكون أقرب إلى الله ونحسبه كذلك مع الله، فهو من الذين ساهموا في نشر الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى بالقول الحسن والنية الطيبة داخل وخارج سلطنة عمان.
نسأل الله أن يتقبله بواسع رحمته، وأن يُسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.