إلى وزارة الإسكان والتخطيط العمراني مع التحية
أحمد بن سليم الحراصي
لا أعرف إلى أين يجب أن تُوّجه هذه الشكوى ومَن المسؤول عن تلقي بلاغات العملاء، هل مدير الدائرة أو معالي الوزير؟ لكنني أتمنى أن تصل إلى مبتغاها.
فقبل شهر تقريبًا، دشنت الوزارة برنامجها الجديد (استبدل أرضك) الذي يتيح للمواطنين الاستبدال بأرضهم أرضا مجاورة أو في منطقة عملهم وقد أعلنت الوزارة عن الخبر في حسابها على برنامج (X) وتم حينها نشر الخبر على نطاق واسع في العديد من الحسابات والصحف المحلية بتاريخ 24/04/2024، حيث سُعدنا بهذا الخبر ويُعد تطورًا ملحوظًا يُحسب لدور الوزارة في تحقيق رؤية عمان 2040 التي أولاها حضرة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله- أقصى اهتماماته وهيأ لها كل السبل الممكنة لتحقيقها.
وفي الحقيقة، أنا واحد من هؤلاء الذين يحتاجون إلى استبدال أرضهم؛ لأن الأرض متأثرة بتخطيط عشوائي وغير صالحة للبناء، إذ إنني بعد يومين فقط من نشر الخبر تقدمتُ برسالة إلى دائرة الوزارة بولاية الرستاق طالبًا فيها استبدالًا بأرضي أرضًا مجاورة لها وشرحت التفاصيل كافة في هذه الرسالة، على كل حال، أحد الموظفين -جزاه الله خيرًا- تسلَّم الرسالة مع المستندات المرفقة فيها وطمأنني بأنه سيرسلها إلى ديوان عام الوزارة بمسقط للموافقة عليها وستأخذ مجراها الطبيعي تطبيقًا للبرنامج الجديد.
يمر الأسبوع الأول، إذ إننا زرناهم لمعرفة حالة الطلب، لكن أحد الموظفين أخبرنا أن الموضوع لا يزال قيد الإجراء ويحتاج وقتًا لا بأس فيه، ذكَّرتُ الموظف عند ذلك أنني بحاجة إلى البناء وقد شرحت كل شيء في الرسالة وكل الأسباب وليس لديَّ وقت كافٍ للانتظار، لكنه أخبرني أن الموضوع لن يتأخر كثيرًا.
يأتي الأسبوع الثاني ونذهب لزيارتهم مجددًا لنفس السبب وهو معرفة حالة الطلب، ليخبرني أحدهم أن الموضوع مع موظف آخر وهو اليوم غير موجود! ما يعني أن عليَّ القدوم غدًا عندما يأتي الموظف للعمل! وأن الدائرة ليس بها سوى موظف واحد في كل قسم يمسك معاملات كثيرة لعملاء كثيرين! وكأنني أطالب بتخليص خدماتي من هذا الموظف وليس من الوزارة بأكملها!
ثم يأتي الأسبوع الثالث ونذهب لزيارتهم مجددًا ولنفس السبب المعهود، ليخبرنا أحد الموظفين أن الأرض تحتاج إلى زيارة المسّاح المختص (المهندس) من الوزارة لعمل تقرير مفصل يصف حالة الأرض وأنه سيأتي الأسبوع المقبل لرؤيتها، هذا اطمئنان حسنٌ بأن الموضوع بات متحركًا.
في الأسبوع الرابع وقبل أن أذهب إليهم فضَّلتُ أن أنتظر سيادة المهندس المذكور إلى آخر يوم من أسبوع العمل لنعطيه الوقت الكافي وعندما لم أحظَ بزيارته ذهبتُ للسؤال عنه فربما قد حدث له شيء -لا سمح الله- لكن موظفهم أخبرني أنه مشغولٌ اليوم ولا يستطيع القدوم! ولكنكم وعدتموني بأنه سيأتي خلال هذا الأسبوع واليوم هو آخر يوم ومهندسكم لم يُشرِّفنا! قال لي: أنا لا أعرف عن الموضوع وطالما أنك أتيت لخدمة استبدال الأرض فاذهب واسأل الموظف المسؤول عنها!
لأتفاجأ برد الموظف المسؤول: برنامج استبدل أرضك إلى الآن غير مُفعّل وعند تفعيله تُقدِّم طلبك إلكترونيًا عبر موقع الوزارة.
ما شاء الله! ولماذا أخذتم الرسالة الأولى وأعطيتمونا الوعود تلو الأخرى؟ وتملصكم ومماطلتكم من أسبوع لآخر إلى أن وصل بكم الحال لإخباري بأن البرنامج غير مفعّل؟
قال لي: أنا لم أتسلَّم رسالتك.
صحيح أنك لم تتسلّمها ولكن أحدكم أخذها ووعدني بأن الرسالة قابلة للتنفيذ وفقًا لبرنامج استبدل أرضك الجديد ولم يخبرني بأن البرنامج غير مفعّل أم أنكم ستلقون اللوم على أحدكم للتملص من الخدمة؟ ضيعتم وقتي وجهدي، فمَن المسؤول عن هذه البلبلة؟
إذا كانت الوزارة ماضية في تطبيق رؤية 2040 فأين الشيء الملموس من هذا التنفيذ؟ تنفيذ الرؤية ليست بالمماطلة والتنصل ولا بالبطء في عملية تسيير خدمات العملاء، ثم أن حساب خدمة العملاء الذي أنشأتموه في برنامج (X) سيئ جدًا فلا أحد يُجيب عن الاستفسارات أو الاقتراحات (مخلاي تفق برزة)!، لماذا الوعود وضياع وقت العملاء؟ فالعميل يأخذ إجازة اضطرارية فقط لزيارتكم يومًا واحدًا وليس لديه الوقت الكافي لزيارتكم طوال الأسبوع فأين مراعاتكم لذلك؟
نريد موظفين لديهم حس المسؤولية تجاه الوطن والمواطن، أما أن الموظف يُعطي كلمة اليوم وكلمة أخرى في الأسبوع الذي يليه فهذا ليس من ديدن الموظف المثالي والوزارة المثالية، ليس لديَّ مشكلة في تأخير الطلب وأخذ وقته بالحد المعقول لكن أُريد اطمئنانًا أن الموضوع بأيدٍ أمينة وأنه قيد الإجراء ولكن في الحقيقة لم أجد شيئًا منهم أتّكل عليه، ثم لماذا لا تحذو الوزارة حذو جهاز الشرطة في سلاسة وسرعة تقديم الخدمات؟ أليس من حق المواطن الشعور بالارتياح من الذهاب والإياب دون جدوى تُذكر؟ فهل سنرى منكم بحثًا وتقصيًا عن أسباب المشكلة أو تهاونًا وتملصًا آخر من المسؤولية؟