تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

رضا الوظيفة وتوازن الحياة: أولويات الجيل Z في بيئة العمل الحديثة

ثريا الراشدية

تشهد بيئة العمل اليوم تحولات ملحوظة في أولويات الأجيال الجديدة، حيث تسلط دراسة حديثة أجرتها منصة “Unstop” الضوء على تفضيلات موظفي الجيل Z، الذين وُلِدوا بين منتصف التسعينيات ومنتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

تشير الدراسة إلى أن هؤلاء الموظفين يفضلون رضا الوظيفة وتوازن العمل والحياة على الرواتب، مما يعكس تغيرات جذرية في طريقة تقييمهم للفرص الوظيفية.

شملت الدراسة أكثر من 5350 موظفًا من الجيل Z و500 متخصص في الموارد البشرية، مما يعكس تغيرات كبيرة في التوجهات المهنية.

وفقًا للنتائج، يعتبر 72% من موظفي الجيل Z رضا الوظيفة أكثر أهمية من الراتب، مما يشير إلى تحول جذري في تقييمهم للوظائف، هؤلاء الموظفون يسعون إلى بيئات عمل تدعم رفاهيتهم الشخصية والمهنية، حيث يلعب الرضا عن العمل دورًا محوريًا في اختياراتهم المهنية.

يظهر التوجه الجديد الفارق الكبير بين الجيل Z والأجيال السابقة، التي كانت تركز أكثر على الاستقرار الوظيفي والراتب كعوامل رئيسية للنجاح المهني. تبرز الدراسة أيضًا أن 77% من المشاركين يفضلون العمل في المؤسسات والشركات توفر فرص النمو والتطوير بدلاً من تلقي راتب أعلى، مما يدل على أن الرغبة في التطور الشخصي والمهني أصبحت أولوية رئيسية لموظفي الجيل Z.

يتطلب هذا التوجه من جهة العمل إعادة التفكير في إستراتيجيات التوظيف والتطوير المهني لضمان جذب واحتضان هذه المواهب الشابة حيث أظهرت الدراسة أن حوالي 47% من محترفي الجيل Z يفكرون في تغيير وظائفهم خلال العامين القادمين بحثًا عن فرص عمل ذات معنى ورضا. يعتبر توازن العمل والحياة أحد العوامل الرئيسية التي تؤخذ بعين الاعتبار عند تقييم فرص العمل، حيث أشار 47% من المشاركين إلى أهميته.

تظهر الدراسة أيضًا وجود فجوة بين آراء محترفي الموارد البشرية وموظفي الجيل Z. بينما ذكر 78% من المشاركين من الجيل Z أن النمو المهني هو المحفز الرئيسي لتغيير الوظائف، اعتبر 71% من محترفي الموارد البشرية أن الرواتب الأعلى هي الدافع الأساسي. يبرز هذا التباين الحاجة إلى حوار أكبر بين الجانبين لفهم الاحتياجات الحقيقية لموظفي الجيل Z.

يسعى الجيل Z لتحقيق توازن بين ثقافة الشركة الإيجابية وفرص التنمية على الرغم من أن 44% من محترفي الموارد البشرية يعتبرون ثقافة الشركة الأولوية القصوى، فإن الدراسة توضح أن النمو المهني والتطوير لهما أهمية كبيرة أيضًا لدى الجيل الشاب. الشركات التي تضع ثقافة إيجابية في العمل وتوفر فرصًا حقيقية للتطوير ستتمكن من جذب واحتفاظ موظفي الجيل Z.

كما صرح أنكيت أغاروال، مؤسس ومدير تنفيذي لشركة “Unstop”، بأن “العمل بالنسبة لأصغر جيل في سوق العمل ليس مجرد مكان للذهاب إليه للحصول على راتب، بل يجب أن يتناغم مع جوانب متعددة في حياتهم.” في ضوء هذه التحولات، يتوجب على بيئات العمل التفكير في إستراتيجيات جديدة تشمل برامج دعم الصحة النفسية، وتقديم مرونة أكبر في ساعات العمل، وفرص التعليم والتدريب المستمر.

التحديات التي تواجه الجيل Z

تظهر التوجهات الاجتماعية لدى الجيل Z اهتمامًا كبيرًا بالقضايا البيئية وحقوق الإنسان، مما يؤثر على اختياراتهم المهنية. يتطلب وجودهم في سوق العمل أن تتكيف الشركات مع توقعاتهم المرتفعة بشأن العدالة والإنصاف والتنوع. يجب على المديرين أن يكونوا على دراية بأن الجيل Z لا يتردد في التعبير عن رغباته وآرائه، مما يمثل تحديًا للمديرين الذين قد لا يكونون معتادين على هذه الصراحة.

يشير البروفيسور مارتن كيلدوف، أستاذ السلوك التنظيمي في جامعة لندن، إلى أن الوافدين الجدد لمكان العمل يتحدثون أكثر عن قيم مثل المرونة والإنصاف. ويؤكد أن لديهم توقعات كبيرة لحياتهم العملية مقارنة بالأجيال الأكبر سناً. تشير الدراسات إلى أن 96% من أفراد الجيل Z يعتبرون التقدير والتمكين في مكان العمل أمرًا بالغ الأهمية.

إن هذه التوجهات ليست مجرد ظواهر عابرة، بل تشير إلى تحول أعمق في كيفية فهم الأجيال الجديدة للعمل، مما يتطلب إعادة التفكير في السياسات والإجراءات لضمان تحقيق أقصى استفادة من مواهبهم. يبدو أن الجيل Z يمثل تحولًا كبيرًا في مفهوم العمل، حيث يسعى إلى بيئات عمل تشجع الابتكار وتوفر مرونة في العمل، مما يعكس التحولات الأساسية في طبيعة العمل وتوقعات الأجيال الجديدة.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights