سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
مقالات صحفية

رمضانيات اليوم السادس والعشرون: اعمروا قلوبكم بذكر الله

خلفان بن ناصر الرواحي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد،،،

فيا أحبتي في الله، ما أجمل أن نعمر قلوبنا بذكر الله دائمًا وأبدًا! فبذكر الله تطمئن القلوب، وذلك مصداقاً لقوله تعالى في سورة الرعد، وقوله الحق: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ(28) الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ(29)}.
ومن أعظم تلك الأذكار وأجلّها هو كتاب الله العزيز؛ حيث قال سبحانه في سورة الحجر: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ(9)}.

فلو تساءلنا جميعا أحبتي في الله، كيف يمكن أن تطمئن القلوب بهذا الكتاب العزيز- القرآن الكريم-؟

إنّ مما لا شكّ فيه ولا يخفى علينا جميعاً أن الذي يجعل القلب يضطرب ويقلق هو وسوسة النفس والشيطان، وهذا الذي يزعجنا ويزرع فينا الوهن والغفلة إذا كناّ غافلين عن عبادة الله تعالى وتاركين للنفس هواها، وقد بينّ سبحانه وتعالى حال ذلك في عدة آيات؛ حيث قال تعالى في سورة يوسف على لسان أمرة العزيز: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ (53)}، وفي سورة مريم: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا(83)}، قيل: أي تزعجهم إزعاجًا، وتدفعهم إلى المعاصي دفعًا والعياذ بالله. وقال تعالى أيضا في سورة الزمر: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ(36)}، وقال: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ}-[آل عمران: 175]، فدائمًا ما تكون النفس الأمارة بالسوء هي سبب الفتور عن الذكر، ويكون الشيطان لنا بالمرصاد ويقلقل من همتنا بذكر الله، ويجعلنا دائمًا في همٍّ ونكد، ولا يريد لنا أبدًا الطمأنينة، فكلما ابتعدنا عن ذكر الله تسلّط علينا أكثر.

نعم أحبتي في الله، فكلما ابتعدنا عن ذكر الله تسلطت علينا الشياطين، قال تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ(37)} -[الزخرف]، بينما إذا تلونا كتاب الله تنزلت علينا الملائكة، فإذا تنزلت الملائكة هربت الشياطين فاستقرَّ القلب؛ فكتاب الله العزيز تطمئن به القلوب، وهو كلام الله العظيم، وكلما تدبَّرناه اطمأن اللقب.

وهكذا في سائر صور الذكر، ومنها الباقيات الصالحات، والاستغفار، والدعاء، والتضرع والابتهال إلى الله تعالى، وملازمة الأدعية والأذكار التي جاءت في كتاب الله أو السنة النبوية الشريفة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، ما جاء عنه -عليه الصلاة والسلام- في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: إنَّ النبي -صلى الله عليه وسلّم-، قال: (كلمتان خفيفتان على اللِّسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم)- متفق عليه. وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إنْفاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: ذِكْرُ اللَّهِ تعالى)- أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه.

اللهم لا تجعلنا من الغافلين، ولا تجعلنا ممن وصفهم الله تعالى في سورة طه بقوله سبحانه:{وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ (124)}، وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. آمين

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights