ما هو التسونامي؟ وما هي مخاطره؟
عبدالله بن فيصل الصعب
يُعرف التسونامي بأنه ظاهرة طبيعية تُعتبر من أشدّ الظواهر فتكاً عبر التاريخ قديماً وحديثاً.
ويرى الخبراء أن 80% من موجات تسونامي تُسَجّل في المحيط الهادي، و10% في المحيط الهندي، وبين 5-10% في البحر الأبيض المتوسط، وهي عبارة عن مجموعة من الأمواج الهائلة والعاتية الكبيرة جداً والتي تنتج من تحرك كميات هائلة من مياه المحيطات بفعل بعض الظواهر والأحداث المفاجئة.
ومن أهم المسببات التي تساهم في حدوث التسونامي هي حدوث الزلازل، حيث تُعتبر الزلازل هي السبب الرئيسيّ لنشوء معظم التسونامي حول العالم، كما أن ثَوران البراكين يُعدّ أحد الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث التسونامي، بالإضافة إلى أن حدوث الانهيارات الأرضية تحت الماء فقط عندما يكون الانهيار الأرضيّ بالقرب من الشاطئ يؤدي ذلك إلى حدوث التسونامي، كما أن لسقوط النيازك والكويكبات تأثيرها بحدوث التسونامي، وذلك نظراً لأن ثلثي الأرض مغطاة بالمياه، فمن المحتمل أنه عندما يصطدم كويكب أو نيزك بالأرض فإنه سيهبط في المحيط، ويكون ذلك مدمراً لمعظم المناطق الساحلية بسبب تكوّن تسونامي مدمّر.
وتتعدد أنواع التسونامي، فمنها المحليّ والذي ينشأ من حوالي 100 كيلومتر أو أقل من ساعة واحدة حتى وصول التسونامي إلى الساحل المتأثر، غالباً ما تحدث جرّاء البراكين المغمورة أو ترسّبات الرواسب البحرية أو الانهيارات الأرضية الساحلية، والنوع الثاني وهو التسونامي الإقليميّ، ويُعدّ هذا النوع من أكثرها شيوعاً، حيث أن 57% من التسونامي تُعتبر إقليمية، ويمكن أن تصل أمواج التسونامي الإقليمية إلى السواحل المتضررة في غضون 1-3 ساعات من حدوثها، فيما يُعدّ النوع الثالث التسونامي بعيد المدى والذي يُطلق على التسونامي الناشئ من مصدر بعيد أكثر من 1000 كيلومتر أو أكثر من 3 ساعات حتى وصوله إلى الخط الساحليّ المتأثر، وهي أكثر الأنواع إحداثاً للأضرار والدمار، كما أنها الأقل شيوعاً حيث أنها تمثّل حوالي 3.5% فقط من أمواج التسونامي، ومن أهم الأحداث التاريخية وأعنفها تسونامي سومطرة، إندونيسيا 26 ديسمبر 2004م والذي خلّف وراءه خسائر بشرية شملت حالات وفاة ومفقودين قُدّرت بـ 230 ألف شخص، وخسائر مادية كبيرة توزعت في ما يقارب 14 دولة متاخمة للمحيط الهندي.
وترتبط مخاطر التسونامي في وصول موجات المدّ الهائلة من مصدر حدوث التسونامي في المحيط أو البحار المفتوحة إلى السواحل ومرورها بثلاث مراحل أساسية، وهي مرحلة التولد ومن ثم الانتشار ومن ثم الغمر، علماً أن قوة اندفاع مياه البحر أو المحيط وارتفاعها تكون غير ظاهرة في وسط المحيط بشكل واضح وذات تأثير بسيط، ولكن ارتفاع هذه الموجات يزداد كلما اقتربت الموجات إلى الساحل حتى تصل إلى مرحلة الغمر ودخول الموجة إلى الساحل واليابسة، وقد يصل ارتفاع موجات التسونامي إلى ما يقرب من 30 متراً، والذي سيتسبب بإحداث دمار كبير في الأرواح والممتلكات والبُنى التحتية لأي بلد يتعرض لهذا الخطر، ولعل من أهم إجراءات التخفيف من المخاطر الناشئة من خطر التسونامي هي إعداد البرامج التعليمية والثقافية لرفع الوعي بين السكان، أيضاً إنشاء نظام فعّال للإنذار المبكر والذي يلعب دوراً مهماً في حماية السكان والتقليل والتخفيف من وقوع الوفيات والإصابات والمفقودين، كما أن هناك بعض الاجراءات التي تساهم في التخفيف من وصول موجات المد البحرية التسونامي إلى الشواطئ واليابسة تتمثل في زراعة غابات اعتراضية شاطئية، وإنشاء مصدات بحرية.
وأخيراً فإن دراسة المخاطر وتقييمها والاستعداد لها مطلب أساسي ليتم على ضوئها التخطيط الجيد لمواجهتها والحدّ أو التخفيف من آثارها للوصول إلى الهدف المنشود لمعظم الدول وهو حماية الأرواح والممتلكات العامة والخاصة والبنى التحتية ومقدّرات الدولة.