سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
مقالات صحفية

رمضانيات اليوم التاسع عشر: شمروا للعشر الأواخر

خلفان بن ناصر الرواحي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد،،،

فيا أحبتي في الله، شمروا إلى معالي الاجتهاد في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك؛ ففيها ليلة القدر، وفيها فضلٌ عظيمٌ، فكما جاء ذلك في كتاب الله وسنة رسوله-صلى الله عليه وسلم-، وسوف نوضح لكم بعضا من تلك الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة في فضلها، وهي:

– أنها ليلة مباركة، وذلك مصداقاً لقول الله تعالى في سورة الدخان: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5)}.

– أُنزل فيها القرآن الكريم، وذلك في ليلة القدر؛ فهي ليلة عظيمة، وذات شأن، وأجر عظيم، كما قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}- [القدر: 1].

– أنها ليلة فضلها وشرفها عظيم، وثواب الأجر فيها خيرٌ من ألف شهر، كما قال تعالى: {إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ (1) وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ (2) لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ (3) تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ (4) سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ (5)}-[القدر]. وأن فيها تتنزل الملائكة وجبريل في الأرض بالبركة، والخير، والرحمة، وأنها ليلة سلام للمؤمنين من كل ما وعدهم الله به من مغفرة الذنوب فيها، والعتق من النار.

– وأنّها من أفضل الليالي المتبقية من هذا الشهر المبارك، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)- رواه البخاري ومسلم. فمن قامها إيماناً بالله، وبما أعدَّه من الثواب لمن قامها، واحتساباً للأجر عند الله تعالى، حصل على هذا الفضل بتوفيق الله وإن لم يعلم بها.

فلتعلموا أحبتي في الله أنَّ ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، فيُشرع لنا أن نجتهد ونتحرَّاها، ونحرص على المصابرة لنيل فضلها، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: (تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنْ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ)- رواه البخاري.

ولهذا أيها الصائمون الأتقياء، احرصوا على الاجتهاد في العشر الأواخر، وأكثروا من هذا الدعاء “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني”، فقد سألت عائشة-رضي الله عنها- النبي عليه الصلاة والسلام: (أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا قَالَ قُولِي اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي)-رواه الترمذي وابن ماجة.

نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لقيام ليلة القدر إيماناً واحتسابا. اللهم يا حيُّ، يا قيُّوم، برحمتك نستغيث، أصلِحْ لنا شأننا كله، ولا تكِلْنا إلى أنفسنا طرفة عين. آمين.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights