2024
Adsense
قصص وروايات

غرق في الزيف

علياء العامرية

يتجاهلك كثيراً, يتركك وحيداً
يبتعِدُ عنكَ طويلاً , وأنت ما زِلتَ توهِمُ نفسك بحُبٍ زائف?
تَظنُ بأنهُ يُحِبُك, وأنت تَعرِفُ الحقيقة, تعرفها جيداً, لا يُحِبُك أبداً, تعرفها ولكنك لا تودُ تصديقها, أنتَ قطعاً تعرِفُ كُل شيء, لكنك غارقٌ في الزيف ومُستمتع بذلك.
تسيلُ دموعكَ بِلا انقطاع, تكتبُ كثيراً عِتاب صادق مِن أعماقِ قلبك, ستقوله لهُ عِندما يعود, وعِندما يَعود فأنت تنسى العِتاب, تنسى كُل ألم سببه لك, تُراقِبُ ابتسامته, غضبه, مُزاحه, جنونه, وكل شيء, وهو… لا يُفِكِرُ إلا في نفسه, في نفسهِ فقط يا عزيزي.
قبل نومك, إِنها اللحظة المُفضلة لديك, والمُرهِقة لوسادتك التي تحمِلُ عنك هموم الدُنيا, تحمِلها دون مللٍ أو كلل, تبكي وتنتحِبُ وحيداً, لا أحد يسمعك, تصرخ بِأعلى صوتك, ولكنك لا تسمعُ إلا صوت صرخاتك المكتومة, ووسادتك… إِنها الكائِنُ الوحيد الذي يتحمل صرخاتك المُدوية, ضرباتك العشوائية على سطحها الناعِم, تضربها كثيراً, وتتحملك أكثر, وكأنها صُنِعَت لتتحملك أَنت وهمومك معاً.
أما زِلت غارق?
أما زِلت تُفكِر?
يال العجب, ألم تكتفِ?
كُل شيء بات مُظلِم حتى النور لم يعد نوراً في حياتك.
قررت ذات مرة أن تخرج مِن ذلك الكهف المُظلِم في حياتك, لِترى النورَ مِن جديد, فكان أول صوتٍ تسمعه هو تغريدُ العصافير, تغريدٌ عذبٌ يُخرجك مِن غياهِب الظلام إلى عالم الضوء الجميل, ثُم تمشي رويداً رويداً لتحتظِن شجرة لا شعورياً, تحتضنها بشغف, وتُبادِلك الشغفَ ذاته, إِنها تُحِبُك كثيراً, ترتمي على الحشائش الخضراء, تارة تشتمها, وتارة أُخرى تُقبلها, وتارة تسترخي بحُبٍ على ذلك البساط التي فرشتهُ لك الطبيعة.
تضحكُ بأعلى صوتك, ما هذا الجنون الذي كُنتُ أعيشه?
انتظار… انتظار… انتظار…
هُنا عالم مِن الجمال يستقبلني, وددتُ لو ألعب مِثل الصغار, لا مهلا… سأفعل, لا ضير في ذلك, سأستمتِعُ بِوقتي مع الطبيعة الخلابة, لن أسمح لأيِ إِنسانٍ أَن يُكدرَ خاطري.
ستلعب, مع الطيور, ستُحَلِقُ بِلا جناحين, فقط جناح الحُب هو الجناح الوحيد الذي سيحمِلُكَ مِن مكانٍ إلى آخر لتعيش بِسلام, أليس ذلك جميلا?
بل خارق لطبقة الجمال.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights