أيام التشريق…رحلة إيمانية تحمل بين طياتها السعادة والتقرب إلى الله
محمود الخصيبي
كان اليوم الحادي عشر من ذي الحجة يوماً مليئاً بالتأمل والإكثار من الطاعات لأحمد وسالم، حيث قضيا ليلتهما في مِنى استعداداً لرمي الجمرات بعد الزوال. وبينما كانا يقومان بهذه الشعائر المقدسة، تجولتْ أفكارهما في عوالم الخيال والتفكير، تساءلا عن عمق المعاني التي تحملها مناسك الحج ودورها في تطهير النفوس وتقريب العباد من الله.
بعد تناول الفطور، جلسا في خيمتهما يتحدثان عن تجاربهما في الأيام الماضية، وكيف شَعرا بروحانية عالية وهما يؤديان المناسك. كان الجو مليئاً بالطمأنينة والهدوء، وعَلِما أن لديهما اليوم مهمة رمي الجمرات الثلاث بعد الزوال.
عند الظهيرة، توجها إلى الجمرات. كان المكان مزدحماً بالحجاج من جميع أنحاء العالم، كل منهم يحمل حصواته الصغيرة. بدؤوا برمي الجمرات الصغرى، ثم الوسطى، وأخيراً الكبرى. شعروا براحة كبيرة بعد إتمام هذا الواجب.
في اليوم الثاني عشر، قرر أحمد أن يتعجل بعد رمي الجمرات، جمعا أغراضهما وتوجّها نحو مكة قبل غروب الشمس. كانا يشعران بمزيج من السعادة والحزن لأن هذه الرحلة الروحية العميقة كانت على وشك الانتهاء، أما سالم فقد بقي حتى اليوم الثالث عشر من ذي الحجة.
عندما وصلا إلى مكة وأدّيا طواف الوداع، كان الشعور أثناء الطواف مليئاً بالعواطف، حيث شعَرا بالامتنان لكل اللحظات الجميلة التي عاشاها خلال الحج. بعد انتهاء الطواف، جلسا على مقربة من الكعبة المشرفة وهما يشعران بسلامٍ داخليٍّ عميق.
في نهاية الرحلة، عادا إلى عُمان يحملان في قلبيهما ذكريات لا تُنسى، وتجربة غيّرت حياتهما إلى الأبد. كانت هذه الرحلة بمثابة نقطة تحوّل في حياتيهما، وأكّدا على أنهما سيعودان يوماً ما لأداء هذه المناسك مرة أخرى.