نعم، صوتكم أمانة
كتب: حمود بن علي بن حمد الحاتمي.
حراكٌ دؤوب يدور هذه الأيام في أرجاء حاضنة طفولتنا ومرتع شبابنا وميدان وطنيتنا، رستاقنا الماضي والحاضر والمستقبل.
حراكٌ هدفه نَيل أصوات الناخبين لعضوية مجلس الشورى للفترة الثانية.
هواتفنا تعجّ بصوَر المترشحين وتغريداتهم، وتحمل في طيّاتها عبارات منها هدفها التطوير وهدفها المشاركة المجتمعية، وإن كان الهدف الثاني بحاجة إلى أكثر من مرجع حتى نستوعب مضمونه.
منذ سنوات كنتُ قد لمحتُ في المكتبة الكبرى بجامعة السلطان قابوس كتاباً يحمل عنوان “المشاركة المجتمعية” وهو من خمسمائة صفحة، نحن بحاجة لنستعيره حتى تكون لدينا تعريفات إجرائية علمية دقيقة فيما نردده من مفاهيم.
وأكثر ما شدني هو (صوتك أمانة)، كلمة (أمانة) كلمة عظيمة، وكلمة تحمل في طياتها الكثير من المبادئ والقيم، وقد وردت في الكثير من الآيات الكريمة، قال تعالى:
(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) الأحزاب/ 72.
وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم حافلة بالعِبر حتى وُصف بأنه الصادق الأمين.
وتتجلى الأمانة في صوَر شتّى، ومنها:
أمانات الناس والوفاء بالعهود، فحَقٌّ على كل مؤمن أن لا يغشّ مؤمناً، ولا مُعاهداً في شيء قليل ولا كثير.
وفي السلف الصالح كان الإمام سالم بن راشد الخروصي قد تول؟ى الإمامة تحت إلحاح شديد من الناس، وهو غير راغب فيها وزاهد بها.
بعد كل هذا يأتي من يقول أنا أستطيع حمل الأمانة، والتي غدت شعاراً لحملات انتخابية.
إن كان قد تحمّلها المترشحون، فهل تتحملها أنتَ أيها الناخب؟
وهل ستعطي صوتك جزافاً ودون مراقبة لله تعالى؟
أخي الناخب: قبل أن تعطي صوتك، حلّل شخصية مرشحك، هل لديه الكفاءة؟ هل لديه قدرة على المشاركة في سَنّ التشريعات؟
هل لديه مساحة من الوقت والجهد لمشاركة الأهالي في الشورى والاستماع إلى أفكارهم النيرة؟
هل لديه رؤية لما تحتاجه الولاية من مشاريع يمكن جلبها من مخططات الحكومة المسبقة وفق رؤية 20_40؟
هل لديه القدرة على خلق حراك اقتصادي للبلد من خلال عقد ندوات استثمارية بهدف التعريف بمقوّمات البلد الاستثمارية غير المستغَلة؟
هل لديه القدرة على ممارسة دوره الرقابي؟ وخاصة أن هناك مؤسسات خدمية يعاني فيها مواطنو الولاية وبطء انتهاء إنشائها على الرغم من بذل الجهود.
هل لديه القدرة على تبنّي مشاريع تطوعية واجتماعية؟
هل يستطيع أن يتخلّى عن جزء من وقته الخاص؟ من أجل الرستاق؟
هذا ما يحضرني، ولكن بالتأكيد أنت لديك قناعات ومحددات في ترشيح من تعتقد أنه الأجدر بمنحه صوتك.
أخي المترشح، أعلم علم اليقين أنه لديك الرغبة والحماس في نيل مقعد مجلس الشورى، وقدمتَ رؤيةً تحمل وُعوداً لناخبيك،أتمنى فقط أن تعمل مراجعة ووقفة مع نفسك بعد استيعابك لدور عضو مجلس الشورى، هل لديك الإمكانيات بالوفاء بهذا الدور
أخي الناخب: عمان أمانة، ورستاقنا أمانة؛ فضع صوتك مع من تعتقد أنه أهل للأمانة.