فلسطين العظيمة
مزنة بنت سعيد المعمرية
في الحديث عن فلسطين أنت تقف محتارًا لوهلة، فمن أي مدينة سوف تسرد الحكاية؟! غزة، أو يافا، أو طول كرم، أو خان يونس، فجميع تلك المدن سطرت دم شهدائها على جبين وجه العدو الغاشم.
إنّ فلسطين أعمق وأعظم من أن يكتب عنها أو أن تسرد حكايتها، لقد كانت حاضرة فينا متغلغلة بيننا، لم تكن فلسطين تغيب عن موائد مجالسنا ولا مسرحيات مدراسنا.
لا زلت أذكر تلك الأغاني التي بثت بدواخلنا شعلة الحماس؛ (فلسطين، عربية.. عربية)، وأغنية فيروز؛ (لأجلك يا مدينة الصلاة.. أصلي لأجلك يا بهية المساكن، يا زهرة المدائن).
كم حركت فينا تلك الكلمات الكثير والكثير، لقد كان للإعلام دورًا كبيرًا في إبراز القضية الفلسطينية؛ وللأسف غيبت لفترة عن الساحة الإعلامية، لكن ما يثلج الصدر أنها رجعت وبقوة.
إنّ فلسطين لا يجب أن تعد قضية الشعب الفلسطيني وحده؛ بل يجب أن تدرك الأجيال وأن تعي أنها قضية فيها قومية ومطلب عربي لا بد أن يحقق، وأن الحراك الإعلامي والعربي سيصنع فرقًا ويخلق شعوبًا تدرك ماهية القضية الفلسطينية، ففلسطين لا يجب أن تضع ضمن خانات التهميش.
وفي الختام أترككم على نغمات شاعرنا الكبير محمود درويش من قصيدته “عاشقٌ من فلسطين”:
فلسطينيةَ العينين والوشمِ فلسطينية الاسم فلسطينية الأحلام والهمِّ فلسطينية المنديل والقدمَين والجسمِ فلسطينية الكلمات والصمتِ فلسطينية الصوتِ فلسطينية الميلاد والموتِ حملتُك في دفاتريَ القديمةِ نار أشعاري حملتُك زادَ أسفاري وباسمك، صحتُ في الوديانْ: خيولُ الروم!… أعرفها وإن يتبدَّل الميدان! خُذُوا حَذَراً من البرق الذي صكَّته أُغنيتي على الصوَّانْ أنا زينُ الشباب، وفارس الفرسانْ أنا. ومحطِّم الأوثانْ. حدود الشام أزرعها قصائد تطلق العقبان! وباسمك، صحت بالأعداءْ: كلي لحمي إذا نمت يا ديدانْ فبيض النمل لا يلد النسورَ وبيضةُ الأفعى.. يخبئ قشرُها ثعبانْ! خيول الروم… أعرفها وأعرف قبلها أني أنا زينُ الشباب، وفارس الفرسان!