من الفنون العمانية فن “المسبع”
درويش بن سالم الكيومي
أنّ الساحة الشعرية العُمانية هي كنز من التراث العُماني، وتزخر بالكثير من الفنون التقليدية والموروث الشعبي الذي يتغنى به في الأفراح والمناسبات والأعياد الوطنية؛ مثل (الرزحة، القصافي،العازي، والعيالة، الوهابية، والشوباني، والمديمة، العزوة، الليوى، الروغ، الربابة، والتغرود، الميدان، الونة، الهمبل، الطارق، المالد، الوهبة، السومة، الزار،التهلولة، الهبوت، الزامل، الربوبة، القصبة، الشرح، البرعة، المدار)، وكل فن تقالبه كلمات شعرية مغناه كلا على حده، وإذا ذكرنا من الفنون النسائية فهي؛ (الدان، وتشح شح، المناني، المكوارة، أبو زلف، المغايض، وبن عبادي، زفت الكيذا، الطنبورة، النوبان، التنجيلية، الحمبوره – أم بوم، بساير، يا غزيلة، سالوم يا روية، المزيفينة، المدير، التدويرة)، وتحتفظ بها وزارة الشباب والتراث والثقافة الموقرة كإرث حضاري من مختلف القرى الحضرية والبدوية والساحلية، ويعتبر فن المسبع من الفنون العُمانية التقليدية المغناة، وتدخل أبياته الشعرية إلى فن غنائي بين الرجال والنساء، ويقوم شاعر المسبع بإلقاء الشلة على الصفين، ويقام هذا الفن في مناسبات الأعراس وأعياد الميلاد والمناسبات الوطنية.
وكلمات المسبع تتكون من أربعة أبيات أو خمسة، ويغنى سابقًا بدون إيقاعات، حتى تطور ووصل إلى ستة وسبعة أبيات، وأصبح يرافق دان المسبع طبل الكاسر والرحماني وذلك في كل من ولاية السويق والمصتعة وبركاء، وفي شمال الباطنة، وفي محافظة مسندم يسمي (دان أو كواسر)، وتختلف بعض الولايات في أبيات المسبع. ففي محافظات الظاهرة والداخلية والشرقية يكون فن المسبع على شكل مراسلة أو محاورة بين شاعرين وكل منهما يرد على الآخر في المدح والغزل والنصح وغيرها من المحاورات الشعرية التي تصل بالورق أو عن طريق النقل المباشر من شاعر لآخر يحفظ الأبيات، وهكذا تكون المبارزة الشعرية.
وقد انتشر شعر المسبع في مختلف مناطق السلطنة؛ مثل الشرقية، والداخلية، ومحافظة مسندم، ولكن هناك اختلاف في إلقاء شعر وأبيات المسبع، ولا يوجد هذا الفن في محافظة ظفار رغم أنها غنية بالعديد من الفنون المغناة والقصائد الشعرية.
ومن أبرز شعراء المسبع هم؛ الشاعر والمؤلف، خميس بن مسعود النعماني من ولاية السويق، وهو شاعر متمكن وله العديد من القصائد والمؤلفات، والشاعر مرهون بن عطيان البدري من بلدة أبو عبالي بولاية المصنعة، والشاعر خصيفان بن مبارك الحكماني من بلدة السوادي بولاية بركاء، والشاعر جمعة أبو شمطور البلوشي من بلدة البلة بولاية بركاء، والشاعر حماد بن علي البحراني من بلدة الثرمد بولاية السويق، والشاعر طناف بن مرزوق المشيفري من بلدة المنفش بولاية السويق، والشاعر مبارك بن طناف المشيفري من بلدة المنفش بولاية السويق، والشاعر خليفة بن مبروك المشيفري من بلدة خضراء آل سعد، والشاعر جمعة بن خميس الزعابي من بلدة الخضراء، والشاعر ماجد بن خميس الضبعوني من بلدة الخضراء، والشاعرة سليمة بنت خميس الهاشمية من بلدة الصبيخي بولاية السويق، والشاعر خميس بن سعيد السابعي من بلدة الخضراء، الشاعر مبارك بن سبيح الحوسني من بلدة خضراء آل سعد، وهناك الكثير والعديد من الشعراء الذين يمتازون بالتأليف والإلقاء لكلمات شعر المسبع الذي هو يعتبر من أبرز الفنون العُمانية، ولا يجيده إلا شاعر متمرس ومتمكن في تأليف كلماته المكونة من نفس الاسم الذي له السبع كلمات وعلى قافية واحدة في كل سطر من القصيدة الشعرية.
– المصدر بتصرف: قوافي شعبية على نظم المسبع للشاعر خميس بن مسعود النعماني.