فلسطين قضيتي
ميمونة بنت علي الكلبانية
لقد عاد قلمي مرة أخرى بحبره الذي يمد على الورق، فقرر أن يكتب عن ما يحدث في فلسطين أرض المقدس، فكلما حاولت أن أمسك بقلمي في محاولة الكتابة أراه يرجف.
لحظات قليلة وسقطت الجثث كأنها أصبحت مقبرة تأوي الأموات؛ انفطر القلبُ كالمسبحة، والدمُ انسابَ فوقَ الوشاحْ! هجمات بعد هجمات وصواريخ أدخلت الرعب في قلوب الفلسطينين.
رأيتُ الأرض تهتز من تحت أقدامهم، كزلزالٍ قوي، كبركان يَهم بالانفجار، ترتفع الأصوات وتلتهب الحناجر، ومن فرط الحماس تكاد الأرض تحمِلنا إلى هناك على جَناحِ الرياح.
انتشرت قواتُ الأمن حولهم، بيدهم أسلحة، ويلبسون البدلات السوداء ويحيطون بهم.. لم يعد للخوفِ مكانٌ يا فلسطين! محاصرة، مهددة، فلسطين تَنزِف.. كنتُ أعود بعدها لأشاهد الأخبار وأدركُ أن ثمن اللقاء لم يكتمل بَعد.
صرخاتهم، بكاءهم، فقدان الأم لأبناءها، والأخ لأخته، والزوجة لزوجها، يا إلهي إنه شعور مفجع، القشعريرة تصاحب أبداننا بهول ما يحدث؛ فأين هم العرب!؟! أولسنا أمة إسلامية واحدة.
ولحظات يأس وبؤس، يحاربون بها أبطالنا الفلسطينيون، بقطع الماء عنهم؛ فكيف للإنسان أن يصمد بدون رشفة ماء يروي به عطشه، آه يا فلسطين لا تيأسي، فالله معك ونصر قريب بحوله وقوته، فالذي أنزل المطر عليك وأنتم تلهثون من العطش قادر أن ينصركم، وإنّ وعد الله حق..
أصبحت فلسطين قضيتي التي أحيا لها وأحيا بها. أم حسبتِ أن حَملَ قضية دمويةٍ مرهق؟ بل راحتي في الاستناد إليكِ، وملاذي في الاطمئنان عليكِ يا غزة أرض المقدس.
الأرض لنا، وفلسطين لنا نحن، ونحن فلسطين.
إنسانيون ولنا موقف…