سقوط صدمة
أنيسة بنت رزيق الرحبية
لستُ أدري إن كان سقوطي ذاك مجدياً، أم مخيفاً بعض الشيء.
لستُ أعلم كيف كنتُ أبدو، رخوةً أم صلبة.
وكيف تبدو ملامحي.
وكيف تبدو صرخات أمي، ونحيب أبي، وخوف أخي وضمة أختي.
لستُ أذكر كيف كان سابق هذا الحدث.
ولستُ أذكر أين حدث الحدث.
كل ما أذكره هو بقائي الداخلي الذي كان يعصر بي.
يفتتني شيئاً فشيئاً.
أتذكّرُه، كان مُنذ شهر مضى، ولكن لا يبدو عليّ أيّ أمر.
أتذكّر أنني كنتُ أضعف.
أُصاب بنوبة بكاء حادّة، ولكن دون علم أحد.
كنتُ أبدو القوية
المتماسكة خارجياً، المنهارة داخلياً.
كُلّي فُتات.
لا أقدر على الهلاك.
ضاعت صحتي.
وانهارت أيامي.
لستُ أعلم ما السبب.
ولا حتى أدري لِمَ أصلاً كنت أتصنّع.
داخلي كان كجبلٍ متناثر،
يتهالك، يتدمر، كلما مضت أيام العمر.
سقوطي كان صدمة، لنفسي، ليومي، لحياتي.
اعتدنا أنا وهم البقاء أقوى.
ولكنْ خانتني قوايَ فاهتزّ هيكلي ساقطاً أرضاً.
لا أريدُ العودة.
لأخبّئَ هموماً قاسية.
لا أريدُ أن أعود لتلك الفضاءات الهالكة.
دعوني أموت، دعوني أذهب.
فالموت آمنٌ ومريحٌ لي.
وبُعدي أجمل قرار أفعله.
لا تعطوني الدواء.
سأموت، سأرحل، دون وداعٍ حتى.
سأغيب، سأمضي، دون خبرٍ حتى.