مزنة بنت سعيد البلوشية
أيام نحبها، وأيام لا نفهمها، وأيام تستحق أشياء كثيرة، وأيام لا تدري لماذا كان عليك عيشها، وأيام تنتظرها ولا تأتي.
فلا تندم على أي يوم في حياتك؛ فاليوم الجيد يمنحك بهجة، وعكس ذلك اليوم غير الجيد يمنحك خبرة، وكلاهما مهمان لحياة ناجحة، فجميعنا يمضي وحياة واحدة، وظروفنا مفترق طرق، فراحة الحياة أن تدير لها ظهرك عن الأمس وتستمتع باليوم.
يبدأ اليوم ثم تمضي كما تمضي الثواني والدقائق والساعات، والأسابيع والأشهر، والسنوات، ولن تحصيها جميعًا بدقة؛ لذلك انسى الماضي وأبدأ يومك القادم.
تمضي بك الأيام محاولاً أن تختار طريقاً يشعرك بالألفة والارتياح، بل امضي في يومك بحثاً عن الراحة؛ فأنت خلقت لهدف وغاية، وتذكر أن جزءً من الراحة التي تشعر بها، خاصة النفسية؛ هي إلتزام وأوامر الله وعبادته حق عبادة.
فلا تهدر أيام عمرك على أناس لا يستحقون، ولا تتمسك بالراحلين، ولا تبكي على المغادرين.
ابحث في يومك عما يسعدك؛ فهذه الأيام لن تعود أبداً، اصنع لنفسك عالم جميل في كل يوم تعيش فيه، ويزداد من عمرك، أيقن أن الحياة لا تستحق كل هذا الألم. ترحل متاعب الحياة وتأتي غيرها، تموت ضحكات وتولد أخرى؛ فعش اليوم بيومه وبتفاصيله بلا قلق ولا مخاوف، فقط نحن بخير هنا والآن. هذا والكثير جداً يجب أن تؤجل الخوف للغد؛ فلربما جاء الغد خاليا ً مما تخاف منه.
فكل يوم من أيام حياتنا العادية يحملنا الزمن، وهو فرصة لخوض التجارب، ونبحث عن السعادات المخبئة في تفاصيل يومنا؛ البيت، العائلة، العمل، بين الأصدقاء والأحبة، وعلاقاتنا مع الآخرين فيما نريد وما لانريد، في سعينا؛ فلن تأتي لحظة يكون علينا نحن أن نحمل الزمن فيها، ونمضي بالحياة أنقياء السريرة، سليمين الأفئدة.
