محمد السيد توفيق
من الأمثال ما استرعى انتباهي
فقلت : أصوغُه شعرًا بنقشِ
فمنه القولُ منتظمٌ جميلٌ
ومعنى اللفظ بنَّاءً لعُشِّ
فكل مقولة صدرت قديمًا
سقاها الناس من عين ورمشِ
وإن كانت بساطتها جزافًا
فما عبثًا تعادل كل قرشِ
فمن أقوالهم مثلٌ حكيمٌ
كقولك حين بالإجهاشِ تفشي:
وما حظي سوى حظِّ الجياعِ
إذا وجدوا العظامَ بكرشِ كبشِ
ومن كانت منازله زجاجًا
فلا يرمي السفيهَ بعودِ قشِّ
وما كتبَ الإله على جبينٍ
تراه العين لو لاذت بغشِّ
وما شق الكريم فمًا ضعيفًا
ليشكوَ فقره مهدًا لنعشِ
وما أخذت رياح من بلاطٍ
سوى بفراغها تغدو وتمشي
وقالوا في اللسان : هو الحصان
فصنه عن مشابهةٍ لجحشِ
حمارك أعرج الرجلين خيرٌ
من الفرس الغريبة فوق عرشِ
كلام الليل مدهون بزبدٍ
سيشبه بالنهار خفيف رشِّ
ومن حمل الوعاء بغير وعيٍ
يسيل عليه ما يحوي ويُغشي
ولو للقِدْرِ يُحْمَلُ جانبانِ
ستحمله يدان بكلِّ بطشِ
وإن يكبر بُنيُّك فاحتويهِ
أراحك من مجادلة ودشِّ
ولو كان المقام مقام سردٍ
كتبنا كل أمثال برَقْشِ
ولكنَّا قطفنا بعضَ زهرٍ
لزينة قولنا حتمًا نوشِّي
