رائحة شهر رمضان
سارة سالم
أشتَمّ رائحة شهر رمضان في كل مكان، يأتي وكأنه طائر ذو جناحين كبيرين، يفردهما ليظلّل على قلوبنا من الشمس الحارقة التى أصابت أرواحنا طوال عام كامل، يأتي مع فقدان آخر ذرّة من طاقتنا ومن اتّزاننا.
يأتينا الشهر الفضيل مع كثرة احتياجاتنا النفسية وشعورنا بالضياع، فيُلَملم تقصيرنا الدينيّ، وحيرة قلوبنا وشتاتنا وعصبيّتنا، ليخفّف من تزاحم الأحداث في حياتنا، يأتي شهر رمضان كأنه طفلٌ صغير يمسح دمعةً نزلت على وجنة الرّوح، يلاطفها بحنوّ، يعطيها الأمل بأن هناك دروباً من النور، وأن الطريق الطويل الذي نظنّ أن ليس له نهاية، أنه مُقدّر بالثانية، مع حجم الطاقة التي نملكها.
يأتي لينفضَ عنّا ذلك التعب وذلك الشعور، بأن كل أبواب الحياة مغلقة، فيتسرّب إلى قلوبنا بطُهره، ونقائه، وروحانيّته، يأتينا بقرآنه وبسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم الطاهرة، والقصص والروايات التي تحفّز النفس على أن الجنان مفتوحة لنا إن نسينا ذلك مع زحمة حياتنا في بقية العام.
يقول باسماً: المجال مفتوح، افعل ما شئتَ من الصالحات والخيرات والقربى والعطايا، لملِم شتاتك وتقصيرك، فاغتنم الفرصة، علّها لا تعود إليك من جديد.
أهلاً بشهر الخير، أهلاً بشهر البركات، أهلاً بالرحمات التى تهبط كوحيٍ من السماء على أرواحنا.
اللهم بلّغنا رمضان، وارزُقنا حُسن العبادة فيه، وثبّت قلوبنا من بعده.