تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

الإنسان بين الإسراف والتدبير

محمد بن عبيد الزعابي

تضادٌ واضحٌ بين كلمتَي الإسراف والترفيه، ووجهات نظرٍ مغايرة عند سائر أطياف المجتمع، فلا يمكن للمرء أن يحرم نفسه من أشياء يحتاج إليها، وعكس ذلك أيضاً عندما يستحوذ على ما لا يحتاج إليه ليشبع رغباته الدنيوية، فما كل ما يخطر في القلبِ يجب أن نأخذهُ ونتملّكهُ.

من خلال ما قمتُ بهِ من استطلاعٍ للرأي بشأن (الإسراف و الترفيه) حصلتُ على مجموعة تعقيباتٍ، وذلك عبر منصَّتَي الانستجرام، والفيس بوك، متسائلاً:
هل أنتم مع الترفيه النفسيّ الذي يعيشه الإنسان بعد حالة الفقد؟ وكيف يبدَّد المال بعد الحصول عليه؟
وهل تؤيد أن يُصرف ويُستمتَع بالمال حين وجوده؟ أم من الأجدى تطبيق الرأي المأخوذ عن الأجداد: ضم قرشك الأبيض ليومك الأسود؟

وجدتُ الكثير من الأشخاص يؤيدون استخدام المال، ولكن من دون بذخ، هناك من يقول: نصرف ونستمتع بدون أن ننسى أحبةً يحتاجون للمال، وقال لي أحدهم:
(التدبير نصف العيش مبيناً أن العقل يجب أن يتحكم بهذا الأمر بحكمة ورُشد).
وأيّد أغلبهم بأن يُصرف ما في الجيب كلّه ويُستمتع ما دام في العيش بقية، وكلٌّ يغني على ليلاه.
في الوقت الراهن أصبحنا نتخبط في متطلبات الحياة وغلاء الأسعار، نواكب الزمان ونتلاءم معهُ، فمن يعيش اليوم ليس من عاش قبل عشرين عاما.

الأجيال تتغير والناس تتأثر بالبيئة التي تعيش فيها وتؤثر فيها.
هل كان الإنترنت حاجة أساسية في حياتنا قبل عشرين عاماً؟
هل الهواتف الشخصية كانت مهمة مثلما تهمنا الآن؟ وهل المظاهر التي نراها من سيارات ومنازل ومطاعم فارهة وملابس باهظة كانت نفسها في فترة التسعينيات؟
من المؤكد وبدون أي خلاف ستنفي الجواب؛ لأن الحياة ليست هي بالطبع كما كانت، بل تغيرت وتطورت بشكل ملحوظ، والفَطِن من يواكب عصره وليس عصور من قبله، وأضرب لك مثالاً على ذلك، لو خُيّرتَ بين أن تقود سيارة قديمة الصنع أو حديثة، فمن المؤكد بأن جوابك سيكون من نصيب الخيار الثاني؛ لأنها سيارة جديدة، وآمنة على كل الطرقات، وقس على ذلك كُل الأشياء في حياتنا، ينبغي أن تواكب الحداثة بلا إسراف ولا تبذير.

جلست مع أحد الكُتّاب ذات مرة، وكُنت أتحاور معه بخصوص الكتابة على الورق، فأيّد عدم استخدامها مبرراً أنها أصبحت في هذا الزمان مرهقة وإنما طغت عليها لوحات الحاسوب والطابعات الحديثة، وقد أقنعتني كلماته لأغيّر بعدها نمط كتابتي إلى هذا النحو، حتى تعودت على ذلك، فمواكبة العصر الجديد ضرورية جداً.
فلننظم حياتنا ولنقتصد بأموالنا ولا نسرف، ويجب علينا أن نضبط إنفاقنا ضمن قائمة شهرية تضم الأساسيات اللازمة من فواتير وأقساط شهرية، وحاجيات منزلية، ولا ننسى أن نجعل ثلث رواتبنا للصدقات؛ لأنها تأتي بالبركة.
الحياة هي اعتدال في كل شيء، فعليك أن تعيشها بشكل صحيح ولا تسرف.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights