ذكرى طيبة من شهر شعبان
مريم بنت ناصر المخينية
ومضى من شهر شعبان (٥ أيام).
ذكّرني هذا الشهر المبارك بروحٍ كانت خفيفة، كغيمة مرّت ولا ضرّت، ذكّرني بطِيبة قلبها وحبّها لله وللآخَرين.
وما يُقال عن هذا الشهر المبارك أن تكثر فيه قراءة القرآن، والدعاء، والكفّ عن الغيبة والنميمة، والإكثار من التسبيح والاستغفار؛ حتى يدخل علينا رمضان ونحن فارغون من كل الذنوب والخطايا بإذن الله تعالى.
و أيضاً سمعت عن هذا الشهر كأنه بداية سنة جديدة، وبداية تجدد الأعمال، والتقرب إلى الله عز وجل.
تبدأ باستقبال رمضان وأنت بصحة وعافية، تبدأ رمضان وأنت متيقن للعبادة والطاعات، ولديك من الآمال والأهداف التي تسعى لتحقيقها، وتناجي رب العباد بكل دعوة تخفيها في قلبك لا يعلمها إلا هو سبحانه.
نعود الآن إلى حبيبة قلبي جدتي، إلى روحٍ وريحانٍ وجنّة نعيم.
يا الله، ما أجمل هذه الآية!، إلى الآن محفورة في قلبي وعقلي، جدتي ارتفعت روحها الطاهرة على هذه الآيات الكريمة، جدتي رحمها الله كانت من الصائمات في هذا الشهر المبارك، والآن هي تحت التراب صائمة. يا الله، ما أجملها من حسن الخاتمة!.
أتعلمون بماذا أشعر؟
إن كل شهر فيه صيام يمر علينا نجد بأن حبيبة قلبي تصوم الآن معنا، وفي كل شهر يمر علينا فيه صيام؛ لأن الله عز وجل ختم حياتها وهي صائمة، وذلك في يوم صادف يوم وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وآخر صلاة ختمتها هي صلاة الظهر، ويروى أن أول صلاة كانت صلاة الظهر في توحيد الإسلام.
فيا الله ما أجملها من صدفة وحسن خاتمة!.
رحم الله روحاً كانت صوّامة قوّامة في شهر شعبان وغيره من الأشهر.
رحم الله روحاً كانت من المحافظين على الصلوات وكانت من القائمات بالليل. رحم الله روحاً توفيت في يوم وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يحشرها مع نبينا مُحمد صلى الله عليه وسلم، وأن يأخذها معه بيده الكريمة إلى الحوض كما وعدنا صلى عليه وسلم.
اللهم ارزقها شربة هنيئة لا تضمأ بعدها أبداً مع نبينا مُحمد صلى الله عليه وسلم. أسأل الله العظيم أن يجمعها مع والديها وأن تلبسهما تاج الوقار ويجمعها مع من تحب. اللهم اجمعني بها يا رب العالمين.
آمين يا رب.