في عمر العشرينيات
محمد الحضرمي
ها أنا الآن أغرقُ عميقاً في محيط العشرينيات الغريبة الغامضة من عمري..!
تغيرت كل أفكاري، تبدلت جميع طموحاتي، فقدت الكثير و خسرت الكثير..، لم أعد كما كنت.. ولن أعود كما كنت؛ أبداً.
في عمر العشرينيات الكثير من السخافات و الحماقات، نكابر و نخادع، نخفي مخاوفنا، نصمت و نبتسم و في داخلنا مئات الصرخات و الكلمات..، الكثير من الأصدقاء الغرباء، سهر لساعات متأخرة، سرعة جنونية، أحلام غريبة كوابيس مخيفة.. نظرات و مغازلات..، رسائل عشق و غرام هنا و هناك..، مكالمات هاتفية بعد منتصف الليل، كذب و نفاق، شعور بالندم المستمر، بكاء مريرٌ في الخفاء..؛ لسبب مهم و آخر تافه جداً…
كم هذه الحياة قصيرة و سريعة في نفس الوقت..! بالأمس كنت طفل صغيراً يلعب برمال البحر الرطبة يصنع منها قلعة رملية صغيرة .. كل ما يفكر به هو تلك القلعة، وكل ما يسمعه هو صوت أمواج البحر الهادئة و صوت الطيور المحلقة المتناجية.. لم يكن يدري عن قسوة الأيام، و سراب الأحلام، و حقيقة الحياة..