تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
قصص وروايات

حين يغضب القمر

عبدالله بن حمدان الفارسي

ما إن بدأت ملامح العصيان تشرق على وجهها، إلا وارتسمت عليه لوحة سوداء، محدثة ضجيجا لثورة عمياء، لا علاقة لها بما كان، ما الذي أثار سكون العاصفة في قلبها؟ كيف استبدل بالنور عتمة في عينيها؟ أيعقل أن تتنامى الحمم تحت جذور الزهر؟

هكذا تراءت لي عندما شاحت بقلبها عني، وأسدلت على مشاعرها غمارا أسود احتجبت خلفه عن تلك الذكريات، ليتها لم تفعل ولم تغلق نوافذ الحلم عند الغسق، مازلت منبهرا عندما حطمت الضوء في قعر البصر، وهي من كانت ابتسامتها يغتسل منها القمر، ومن عينيها يستمد الناي لحن الغزل.

من عكر صفو الهوى في قلبها؟ وبعثر عقد اللآلئ في ليالٍ شتوية تخلو من القبس، مزقوا وجه الحقيقة والجمال، وحولوا الفرح في قلبها إلى شتات وترح، ما كنت أعرف أن للجمال لغة فيها غضب، وأن للصمت ضجيجا مرعبا عندما ينفجر، مَن كساها هموم الدهر وسقاها حر سقر؟ لم تعد تلك الجنان ينبثق منها الزهر، قسوتها رعب ترفض التصالح والوئام، من هذه؟ وأين تلك التي في يوم كنت أناديها قلبي؟

لا زلت ذلك العاشق أفتعل أوزان الشعر لأرضيها، وأسترق الألحان من أنين الورد لأهديها (همسة حب) لكوكب الشرق، لن تغيرني تجاعيد الزمن وقسوته، ولن تكسرني أمواج العبوس في عينيه، من يستشعر بالحب صدقا لا يمكنه الفرار منه إلا إليه.

حتما ستعود يوما ما ستأتي إلى موردها، إلى ينابيع الحياة الوردية، لتلك الحظات التي كانت فيها عواطفنا تتسابق في مضامير الهوى، أيهما يتمايل غراما أكثر ووجدا ويثمل في جنان العشق ودا وفرحا؟ نعم أنا على يقين بأن القادم أجمل، ولن يكون للواشي والحاقد إلا عكس ما سعى وتمنى.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights