تمنّـيت..
آية بنت خالد اليحمدية
تمَنّيتُ يومًـا أن أتجولَ في سابع سماءٍ بكل حرية ، وأبسُطَ جناحيّ وأُحلّقَ العُمر كُلّه ، تمنـيت أن أُصبح طائرًا رفرافا ، يحمل ما يحملُه القارب من ثقل ، أرسـل الإشارات إلى عصفورٍ مثـلي ، يبادُلنـي الحديث بكل حب، يطرح عليّ اللامتناهى من الأفكار ، الأحداث ، وأغرب الأمنيـات ، ثم أنثُرها عطرًا يفوح في الأرجاءِ وأنا أُحلّق كعطرِ الحسنة ، والكلمة الطيبة ، والروح المثاليـة ، غالـبًا الأحلام تكون أعظم من ضعف قلوبنا ، وضيق بصرنا ، وغالبًا ماتكون متسِعَة كروحِ آمالـنا ، نعيشها عمرًا واحدًا ، وحياةً واحدة ، لابد أن نستصيغهـا بما يُلائمُنا ، بوجهِ ذاك الطفل البشوش ، تغمُره القُبل ، ويتعاطف معه الناس ويلقون عليه الألعاب ليبتسم.
كُل الأحلام أفرَغها العالم للنوم ، وللبطـل الذي يتمنى ، والعجوز التي تهرم ، والميت الذي لن يعود ، أحلامنا تحت أيادينا ، فلنقتحم ماسُجن من حروفنا ، فلنهدم ذاك الحاجز الذي يُبنى بيننا ، لنرى النور في حياتنا ، لنتأمل جمال الضوء الأخضر حينها ، لننطلق معا دون وقوف ، دون تخبّط أو حتى انحدار ، لنسقط ، نتعثر ، نمشي على الأشواكِ ليلًا ، ليَحيـن الصُبح المُتنَفّسُ ، لنرى ماتوَرّد وما نبت ، نتجمّل ونهيمُ بلا إرادةٍ منـا ، ننسى التعب ، نُعلن فوزنا بالحلم وانقلاب الأحلام إلى آمال وصلناها ،أيقنتُ أخيرًا ، أن لي آمـالٌا أوقظ بهـا نفسي وخيالي من حينٍ إلى آخر ، أتنفسهـا ، أُدوّنهـا ، بعد ذلك أطرحها أرضًا ليراها الواقع ، ويحلق بها بعيدًا.