القراءة صانعة للعقول
أسماء بامخالف
ما معنى القراءة؟
هي حلقة الاتصال بين الماضي والحاضر؛ فهي توسع الأفق، وتزيد من الذكاء وقوة التفكير، وتعد وسيلة لإرضاء دافع الفضول والاكتشاف لدى الأفراد.
وتعد كلمة “اقْرَأْ” هي أول كلمة نزلت في كتاب الله على نبيه محمد (عليه الصلاة والسلام) عندما كان في غار حراء عندما نزل عليه جبريل وقال له: اقْرَأْ يا محمد، فقال محمد(عليه الصلاة والسلام) ما أنا بقارئ؛ أي أنا لا أعرف أن أقرأ، فرد عليه جبريل: اقْرَأْ يا محمد وردد عليه أكثر من مرة نفس العبارة حتى قرأ محمد (عليه الصلاة والسلام.
فهذا الإصرار يدل على أهمية القراءة بالنسبة للإنسان؛ لذلك كانت أول كلمة نزلت من القرآن الكريم قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١))-[سورة العلق].
فما أهمية القراءة للفرد؟
إنها تغذي الروح والعقل، وتنقله من الجهل إلى النور، وهي المفتاح الذي يدخل منه نور العلم فتصبح العقول بفضلها أكثر قدرة على مواجهة الحياة، كما تسهم في زيادة إدراك المرء وفهمه، وتفتح الأبواب المغلقة لبلوغ المستقبل بقدرة أكبر؛ لذلك تعد القراءة أفضل وسيلة غنية للمفردات لدى الشخص ليصبح بفضلها قادرًا على الكتابة والتكلم بطلاقة، واستخدام الجمل في مواضعها.
كما تساعد أيضًا في تشتيت الملل لدى الشخص ومنحه الكثير من المتعة خصوصًا إذا كانت القراءة لما هو مفيد، كما تسهم في زيادة ثقة الشخص بنفسه، ليصبح قادرًا على مجابهة الحياة وتغيراتها بشكل أفضل؛ لأن من يقرأ الكتب يأخذ خلاصة التجارب الموجودة لدى الأشخاص الآخرين ويستطيع فهم الحياة من وجهات نظر مختلفة. فهكذا هي أهمية القراءة بالنسبة للفرد تظهر عليه بشكل إيجابي من خلال فكره النير.
أما أهمية القراءة للمجتمع؛ فعندما يكون أفراد المجتمع قراء سيكونون فعالين في المجتمع عن طريق سعيهم للارتقاء بمجتمعهم، ويتطلعون إلى التحضر بما يتناسب مع عاداتهم وتقاليدهم ويطمحون لمستقبل أفضل، وكل هذه الأمور تعمل على تنمية المجتمع؛ لذلك تعد القراءة من أهم أساسيات بناء المجتمع السليم وتطوره. كما لها أيضا فوائد يأخذها القارئ من جرعات القراءة اليومية فتغذي وتنمي الفرد والمجتمع من خلال الفوائد المكتسبة.
هناك نوعان من الفوائد من خلال القراءة وهما:
النوع الأول (للفرد):
تهذب الفرد بما يقرأه من علوم وآداب، وتريحه من إجهاد وإرهاق العمل وضغوطات الحياة، وتنقي مهاراته الكتابية وقدرته على التفكير التحليلي من خلال تحليله للأحداث والمواقف التي يمر بها في حياته، وكذلك بالنسبة للمعلومات وربطها معا، كما أنها تنقي الذاكرة وتنشطها وتدفع الفرد لتحقيق التميز في حقول المعرفة والدراسة والعمل والحياة بشكل عام.
أما النوع الثاني(للمجتمع): فنتيجة الفوائد التي اكتسبها الفرد يعم الصلاح في المجتمع، فلا جهل ولا فسوق ولا طاقات شبابية مهدورة، إلى جانب ما سيحققه المجتمع من تقدم معرفي وثقافي بفضل شبابه القارئ.
هناك مثل يقول:(الكتاب نافذة نتطلع من خلالها إلى العالم). فيا لها من فوائد عظيمة يتجرعها القارئ من القراءة، فالقراءة مكافأة ثمينة يقدمها الإنسان لنفسه كي يكون إنسانًا مثقفًا يقطف من كل بستان وردة، فالقراءة مثل بستان الورود المليء بأنواع مختلفة الأشكال والألوان وذات العطور الزكية، ومن يقرأ يستطع شم هذه العطور جميعها ويملأ روحه طاقة إيجابية؛ لذلك يجب علينا الاهتمام بالقراءة فهي حياة وصانعة للعقول.