رحلة شتوية برمال الشرقية بولاية بدية (الجزء الأول)
خلفان بن ناصر الرواحي
يا لها من لحظات جميلة! ويا لروعة سحر الطبيعة بتلك الرمال الذهبية بتلالها ومنحدراتها المتموجة التي تأسر العيون بمنظرها، وتبهج النفس بخفة ذرات رمالها وأنت تمشي أو عندما تستريح لتفترشها! ويا لبديع الخالق عندما تنظر من أعلى تلك التلال والكثبان الرملية الذهبية إلى الواحات الزراعية بنخيلها وبساطتها الأخضر بولاية بدية من محافظة شمال الشرقية!
نعم، وبحق إنها لوحة فريدة مترابطة بنسيج فرشاة لوحة فنية بديعة بسلاسل رمال الشرقية التي يفوج إليها السائحون من الداخل والخارج؛ فكل يبحث عن يوم استجمام أو يومين أو ربما أكثر من ذلك ليقضيها في أحضان تلك الرمال، ويعيش تلك اللحظات الجميلة مع عائلته، أو أقربائه، أو أصهاره، أو أصحابه وأصدقائه، أو في رحلة سياحية جماعية منظمة!
تتناغم مفردات ذلك المكان بكل تفاصيله مع كل صاحب فرشاة، أو صاحب عدسة، أو صاحب قلم؛ ليصيغ كلٌ منهم بطريقته الخاصة وصفًا يليق بذلك المكان في لوحة فنية بأنامله وفكره، وينقل الانطباع والشعور وتناغمه مع تناغم الطبيعة الساحرة مع وجدانه، وهي بلا شك تتحد في معنى واحد؛ وهو التعبير أو ترجمة تلك الأحاسيس والمشاعر عن الحيز المتعايش معه في لوحة فنية أو قالب أدبي يلامس الواقع ويفيد به المتلقي.
لقد كنّا هذه المرة في رحلة مع الأصهار برحلة منظمة نشاركهم فيها منذ سنوات، وتتنوع الأمكنة والأزمنة في كل مرة، وهذه المرة جاءت في وقت شتوي وبرمال الشرقية بولاية بدية بمحافظة شمال الشرقية؛ حيث كانت من مساء الجمعة ٦ جمادى الآخرة سنة ١٤٤٤هـ إلى صباح السبت ٧ جمادى الآخرة، الموافق ٣٠ و ٣١ ديسمبر سنة ٢٠٢٢م، وكانت بإحدى الاستراحات بتلة رملية بولاية بدية، وبالرغم من روعة التصميم الداخلي والخارجي وموقعها الجميل فإنه لفت انتباهي مسماها، وانطبعت في ذهني علامات استفهام واستغراب كثيرة على الاسم الذي أطلق عليها ونحن في بلد عربي!! ولست هنا في ذكر اسمها حفاظًا على سمعة صاحبها، ومن باب الذائقة الثقافية والأدبية والاجتماعية، وهي بلا أدنى شك ليست الوحيدة التي تسمى بأسماء أجنبية دون لغتنا الأم وترجمتها للغة الأجنبية، وهذه هي مسؤولية مشتركة بين المشرع وصاحب العمل، وقد نبه عليها الكثير من الكتاب وأصحاب الغيرة إلا أنها -للأسف- ما زالت موجودة ومتنامية في الانتشار! فيا ترى أيهما أولى أن نترجم الأسماء من اللغة العربية إلى الأجنبية أم نُعرِّبُها ونحن في بلد عربي؟!
وبعيدًا عن تلك الملحوظة التي لفتت انتباهنا، فكم كان المشهد رائعًا وقت المساء في تلك الطبيعة الخلابة!
حيث تنعكس أشعة الشمس وهي في رحلة الغروب كبساط من ذهب على تلك الرمال الناعمة!
للحديث عن رمال الشرقية وهذه الرحلة بقية، وسوف نكمله في المقال القادم بحول الله تعالى.