لا شيء يصفق لفرحنا إلا عزائمنا
شريفة بنت راشد القطيطية
كعادتها الأيام تبطئ في اتخاذ القرار وتأخذ أنفاسك لرحلة مجهولة، وتقود أفكارك مسحوبة من أطراف البنان، ليس لديها ما تقدمه لنا، وتعتذر برسالة قصيرة “الغد أجمل”، نحن نتوسد الآمال أن نولد من أرحام الوهم، ونتوقد ونبهج أنفسنا ومن حولنا، ونعتذر للوهم لن نستسلم لمراهنة ولن نراهن للاستسلام، يعدو إلينا الطموح ونتميز بالتألق، ونعبئ النعاس وندخره لوقت تعب، وندوس على الرغبات لننجو، ونمسك بزمام الأمور .
الغاضبون الرائد أفعالهم متجنسة دماؤهم اللون الأحمر، أما السواد لديهم فليال جميلة دونما قمر، وانتظار لخيوط الشمس واستشعار للنصر وابتهال بالصحو، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويتقاسمون العطاء في كؤوس ليست بصغيرة، هم يؤمنون بالثقة والرضا والقناعة، ويتركون الخلق للخالق، يتقاسمون الأهلة لكل منا غرة شهر تمكنه من استعادة اليقظة، ويحولون الفشل إلى غرابة، وسجلاتهم مكتظة بالإنجازات المحققة لا يأخذهم في الحق لومة لائم.
قد تكون طواحين الهواء تحاصرنا بجهاتها الأربع، ولكن يبقى لدينا الأفق ويبقى الله يمهل ولا يهمل، وحوافرنا لا تخطئ لتدق في أرض قاحلة وتحولها لخضار وزهور وياسمين، تعودنا على القيد وتعودنا على طريقة فكه واستعادة الحريات، الخناق أن نيأس ونحن لا نعترف باليأس، ونأتي بالمستحيل مكبلا ويحقق أمنياتنا ليتحرر .
المحبطون للعقول ماذا لديكم؟ أتحفونا بالنتائج، نحن نصنع مراجيح الهواء متعة وتسلية ونعلق الآمال لنحققها وقت صحو لنا وغفلة منكم، أنتم لا تدركون معاني الكلمات ومفرداتها، ولا تعملون لشيء يسير، نأخذ من العتمة كحلا يقوي العين لنبصر الفجر، ونرحب بالشمس برائحة القهوة العربية والهيل، نغمس أقدامنا بملوحة بحر قد يثمر رزقا وأحوالا جيدة، أو نغرسها في طين أسمر يدر من أحشائه ذهبا وممارسة لتعاطي البهجة بما قدمت يدانا، نأخذ وجبة الغداء دسمة ممتنة لعطاء، ولا نكدر خاطر طفل يلعب وقت المساء بين الأزقة، ويدعو أصحابه على لوحة أصيل تأخذهم حفاة لأعتاب المنازل .
الحياة طريقها مملوء بالحجارة والأشواك، فقط علينا أن نلتقط تلك العثرات ونرسم لنا طريقا جميلا، يأخذنا إلى راحة البال وسعادة النفس، ليس لدينا ما نخفيه عنها وعنهم، المصداقية في نقاء القلوب، لا شيء يصفق لفرحنا إلا عزائمنا، نترك لها الخيار لتحويل الأوجاع إلى صلابة وقوة، وتواصل معنا الرحلة كسائق الحافلة الذي يدخلك طرقا فرعية ليريك جمال المكان ويجعلك تكتشف لذة الانبهار وشغف الاكتشاف، لا شيء يجرؤ على تعكير مزاج الوقت الذي نقضيه معا في فرح وحبور، لن يكون لكم سلطة على مخيلتنا التي تأتي بالغيمة تنام في أيدينا من سفرها الطويل، ونخدج الأوهام لغير رجعة، نحن من يكبر والعزيمة قائد محنك يصفق لنا في كل الأوقات .