شريفة بنت راشد القطيطية
الناس لا تستطيع أن تصنع لك سعادة أو تعاسة، وأيضا لن ترسلك إلى جزيرة الأحلام ورفوف السعادة، كل الحكاية حماقتنا وثقتنا بغيرنا كأنه لن يولد مثله من البشر، وكل الحكاية تعلقنا به كأنه لن يتكرر، ولكنه القلب يختار عكس التيار دائما ليريك لذة الحب وحماس المغامرة واشتهاء الصعب .
المرأة عالم غامض وأسرار خفية، وعندما تكون غاضبة تملأ عينيها الآه ويجرح قلبها الأنين، وتختنق روحها بحدة وإن كانت وسط أفراح وابتسامات، وإن تشاغلت بكل أعمال الدنيا يظل قلبها يحدثها دائما عن الأسى والحرمان، وتنتظر الأمل ولو طيفا عابرا، وإن كان ذلك الطيف لا قلب له، إن غضبت منك امرأة سلم نفسك للهلاك، وارسم سهما ليخترق آفاقك، وتلعثم بالكلمات ولترجف يداك عندما تكتب لها رسالة اعتذار .
جاء الليل وجاء خيالك معه، ألم تتركني في حالي منزوية تحت صدمتي وأترجى الدمع أن يتوقف؟، ألم ترحمني من قصة رحيل مرفوضة وألوان عذاب مكتوبة، وبرق ورعد في سمائي وخوف ورجفة من وداعي؟، ألا تشتاق لأمطاري وشتائي؟، ألا أخطر ببالك ذات يوم وترسل الأشواق تمسح دموعي، وتطعمني لسد جوعي ؟.
كان يمكن أن نأخذ حياتنا في نزهة، لكننا أخذناها فورا إلى المعركة وتحمسنا كثيرا ثم تمادينا وتركنا الحياة بلا رادع، وأخذنا وقتا في المعركة التي أسفرت بخسارتنا، وتحول كل شيء إلى حنين فادح لذلك الوطن .
جاء وقت الاختيار أيها الوطن، أن تختارنا أو تختار أفكارك التي تسد علينا مسام الهواء، كله موت إن أردت، ولكن ما أجمل أن تموت في وطنك الذي يحتويك وعلى أرضك التي تحبك!، لنقاوم الاحتلال جميعا ونأخذ حياتنا في نزهة منتظرة .
أستودعك الله أن يبقيك سعيدا، وأن تكون بخير، وأن يمر طيفي في خيالك ربما تهديه بسمة، وترقيه نجمة، وتحط على ذاكراه شمة، وألّا ترمقني بعين المخاصم، وأن تعرف أنني لحبك عاصم، وأن قلبي يتجاهلك بحكم حاكم، وأني أستقيل وأبتعد، وأن الله يرسم لي طريق النجاة، وامسح ما تبقى من شيء يذكرني بك، ولا تبحث عني، مرت القافلة، وانتحر الطريق، ولن يكون لنا لقاء .
نتحول إلى غرباء فقط بالاسم؛ لأني واثقة من كل المشاعر التي زرعتها في قلبك أنها لي، كبستان نضر، وكل وروده لي، وكل الشذى وكل الأريج لي، واثقة من أنك تعبر خطاياك جميعا لتصل لمحراب ابتساماتي، وتمسح دموعي وتعدل مزاجي السيئ بلمسة يدك وحضن قلبك، واثقة أنك لن تتغير؛ لأنك حب حقيقي، مختلف ومتألق.
