سلطنة عُمان والإمارات؛ مصيرنا واحد
حمدان بن سعيد العلوي
مدرب في الإعلام والعلاقات العامة
بلا شك يدرك الجميع أنّ المصير واحد بين سلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة، منذ تأسيس دولة الإمارات على يد الراحل المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وحكام الإمارات، وحكم المغفور له بإذن الله السلطان قابوس آل سعيد ونحن تربطنا علاقات لا مثيل لها كشعبين جارين، إلا أن الأمر أبعد من ذلك بكثير؛ فالشراكة أعمق مما يتخيلها بعضهم وخاصة البعيد جغرافيًا عن البلدين، فقلّما تجد بيت لا تربطه علاقات أسرية سواء في دولة الإمارات أو سلطنة عُمان، ليس فقط على مستوى المحافظات أو الإمارات الحدودية بل من أقصى سلطنة عُمان إلى أقصى الإمارات العربية المتحدة، فالقبائل العربية تجدها متوزعة ومتشابهة بين البلدين، وأكثر من ذلك تجد أحيانا الأسر ذاتها في سلطنة عُمان وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، وزيارة صاحب السمو رئيس دولة الإمارات إلى أخيه السلطان هيثم سلطان عُمان ما هي إلا جزء وتكملة لما بدأه الراحلان قابوس وزايد، فنحن لا تفصلنا حدود أو جوازات سفر، بل هي فقط تنظيم متعارف عليه دوليًا وتنظيميًا ليس إلا، فتجد العُماني عند دخوله إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وكأنه بين أهله وفي بلده، وكذلك أبناء دولة الإمارات هم ليسوا بغرباء في بلدهم سلطنة عُمان.
إذًا لا بد أن يتضاعف هذا التعاون على كافة المستويات والأصعدة، وكل منا يثمن هذا القرب، وحقوق الجار محفوظة، كيف لا وقد أوصى رسولنا الكريم بالجار.
إنّ ما شاهدناه من رضا وسعادة غامرة بين الشقيقين لهذه الزيارة التي تركت فينا أثرًا كبيرًا لهو خير دليل على عمق العلاقات والروابط الأخوية بين البلدين، حيث رحب الجميع بالضيوف الكرام وهم ليسوا بضيوف في بلدهم وبين أهلهم؛ فأهلًا وسهلًا ومرحبًا بهم في بلدهم الثاني، وبالتأكيد سررنا بعد إعلان التوقيع على عدد من الاتفاقيات التي تخدم البلدين حكومة وشعبًا، وترسم ملامح مستقبلنا بإذن الله.
قد يعتقد البعض أنني مبالغًا حين أقول أنني حتى الآن لا أشعر وأنا موجود في قلب دولة الإمارات العربية المتحدة أنني ما زُلت في وطني وبين أهلي، حيث تربطنا صداقات وعلاقات أسرية منذ القدم؛ فالإمارات منا، ونحن منهم.
وبحكم أنني من سكان ولاية البريمي، فلا أشعر بالغرابة حين أرى في بلادي الأشقاء وهم يتجولون ويملؤون الأسواق والمرافق الأخرى، والعكس كذلك بيننا واقع ملموس ومشهود، وإن أراد البعض التشكيك وخلق فجوة بيننا فلن يستطيع، فروابط الدم والتاريخ المشترك تقول:( الظفر ما يطلع من اللحم)، وسنظل يدًا واحدة عونًا وسندًا لبعضنا البعض، وأبوابنا مفتوحة دائمًا لأهلنا وأصدقائنا.
إضافة إلى ذلك فإن التبادل التجاري قائم على أكمل وجه، والفائدة المرجوة منه ستعود لنا جميعًا متى ما أخلصنا وأحسنا الظن، ولن أتحدث هنا عن حجم التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين، فالشواهد عديدة، وتحدث عنها المختصون وثبوابتها راسخة.
فأهلًا بأبناء زايد في سلطنة عُمان وباني نهضتها الراحل السلطان قابوس- طيب الله ثراه- وأدام الله عز البلدين في ظل القيادتين الحكيمتين، وكلنا ثقة في سلطاننا هيثم وشيخنا محمد؛ لنسير خلفهما في خطًا ثابتة نحو الأمام بحول الله.