صفحات متناثرة
الباحثة الإعلامية والكاتبة
نانسي نبيل فودة
صفحات ورقية مكتوبة، تحمل كل صفحة العديد من الأحداث التي تم تسجيلها بأقلام حبرية كتبت بأيدي أشخاص، لشحذ أفكارهم، وتنمية قدراتهم في صورة أفكار على ورق، خطوا بأقلامهم أحداث لا تنسى، ومروا بها بشكل مفاجئ.
صفحات متناثرة اشتملت على عدة خواطر، ما بين صراع العقل والقلب معاً, وتقلبات النفس التي تنتاب كلاً منا، والتي جعلتنا نمسك أقلامنا نكتب في صفحة تلو الأخرى، ونتحدث عن أنفسنا تارة، وعن حالاتنا تارة، وعما يدور في خواطرنا، امتزجت في بعض الأحيان بين الفرحة والحزن، والشغف والسعادة، وبين الحلم الذي نسعى إليه وكيفية تحقيقه، وأحيانًا كثيرة نتطرق في صفحاتنا إلى العتاب من شخص فنبوح بما يحزننا داخل الأوراق.
تلك هي صفحات ورقية تحمل الكثير والكثير مما يحتويه قلب صاحبه، فضل كتابتها في صورة كلمات معبرة لاستذكارها كمحطات فاصلة في عمره؛ ليتم الرجوع إليها بين الحين والآخر، وأن يقف عندها، ويتمعن في كلماته المكتوبة التي خرجت في أوقات تمثلت في أكثر الأوقات صدقًا مع النفس، فمنها صفحات عند قراءتها واستذكار أحداثها تكون بمثابة مرشد لأحداث سابقة يصعب نسيانها كتبت في وقت الحزن، ومنها صفحات عند رؤية محتواها تُسبب لنا حالة من السعادة؛ لأنها حققت لنا الخير على الرغم من صعوبة الأمر، فكان في ظاهره أوقات عصيبة وصعبة التحمل ولكن عندما مرت كانت المُسبب الأساسي لكثير من النجاح، فكُتِبت في البداية بعيون تذرف الدمع، وفي النهاية كانت السعادة المستقبلية التي تحققت على الرغم من أنها مرت أوقات عصيبة كُتبت داخل صفحة تلو الأخرى.
جميعنا نكتب بأيدينا بأشكال متفرقة كيف نعبّر عن أفكارنا، وإخلاصنا، وحبنا، وصداقاتنا، وكيف نواجه الصعاب، ومتى نحمي أنفسنا، ومتى نكون أقوياء، وكيف نستذكر طفولتنا من خلال أوراق كُتبت بأنامل الأيدي منذ سنوات، فمنا من أجمع هذه الصفحات في صورة كتاب، ومنا من سردها في صورة مقال، وآخرون حولوها إلى أبطال لتصبح روايات.