الذنب ليس عيبا
عذراء بنت خليفه المياحية
الذنب ليس عيبا، وإنما طريق نخطو به إلى الحسنات؛ فلو كان الذنب عيبًا لما كانت التوبة مشروعة ولما تلذذنا بما بعده من عبادة..
عند التوبة، تكثر الطاعة، وينغرس الإيمان في القلب، ونسعى أن لا تفوتنا نافلة ونتسابق في صوم النوافل وتقديم الصدقات..
هو مبدأ الرب العظيم، حينما جعل كل بني آدم خطّاء، وقال فيما بعد أن خير الخطائين التوابون..
ربما يكون مجتمعنا متصيدا للأخطاء، باحثا عن العيوب؛ لأن الفراغ لا يأتي إلا بالغيبة والنميمة والهمز واللمز، ولذلك يجعلون في المخطىء بقعة سوداء يعبر بها بين الناس فيقال هذا الذي وذلك الذي..
ونحن إن تفكّرنا بمبدأ الرحمن معنا؛ لأحببنا الحياة وجعلنا من أخطائنا قربة نتقرب بها من الله، وإلا لكنَّا معصومين عن الأخطاء..
وذلك ما نريد أن نغرسه نحن المربون والمعلمون في أبنائنا وطلابنا؛ فالخطأ ليس علامة سوداء فحسب وإنما علامة سوداء قابلة للإزالة في أي وقت من الأوقات..
ذلك الحال نفسه في بيوتنا ؛ فكل بقعة في الكنبات والجدران نسعى تماماً أن ندفع ثمنها لإحضار أقوى المنظفات لإزالتها، لذلك كان لزاما لنا أن ندرك حقيقة الخطأ، ونلتمس من أخطائنا تجديدا للحياة.