لنترك أثراً طيباً لمن بعدنا
صلاح بن سعيد المعلم العبري
إعلامي – عضو جمعية الصحفيين العُمانية
إن التآزر والتعاون بين الناس لهو أساس لحياة ملؤها الخير والسعادة، كما وأن التكاتف ما بين المؤمن وأخيه يُعد تأسيسا لأثرٍ طيبٍ للأبناء والأحفاد؛ حيث إن إسعاد الآخرين ممن نعرف وممن لا نعرف، وتفريج كُربهم يُعد من المزايا التي تُحمدُ عُقباها، وتظل النيةُ الصادقة طريقا نحو سعادة دنيوية وأخروية، وأن الإنسان مُطالب بأن يترك أثراً طيباً؛ وذلك من خلال فعل كل ما من شأنه سعادة من حوله، ويمكن تحقيق ذلك ببسمة على وجه فقير، و إصلاح ذات البين، ومسح دمعة يتيم، والنصيحة التي لا يَبتغي منها جزاءً ولا شكورًا، فعندما جاء الوحي إلى الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- هرع إلى زوجته السيدة خديجة – رضوان الله عليها – يروي لها ما حدث له، وقد أصابه الفزع، فماذا قالت له؟ قالت تطمئن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتشد من أزره:
« واللَّهِ ما يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا، إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوائِبِ الحَقِّ ». (أخرجه البخاري ومسلم).
هنا تكمنُ القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة والسجايا الحسنة، والتي اجتمعت كلها في خُلق النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم .
وكما هو معلوم أن الأخلاق والتعاملات الأخلاقية بمستوياتها، والتي نوجهها إلى الآخرين ستنعكس علينا حتماً، وترتد توابعها علينا بالمردود الإيجابي، فكما تدين تدان، فكلماتك الإيجابية، وإسعادك الآخرين بمثابة عطرك في مجلس جلسته تتحدث فيه بالخير الذي يجمعهم، ويجعل لحياتهم معنى وقيمة، فنحن لا نرتب أماكن الأشخاص في قلوبنا، فأفعالهم وممارساتهم وسجاياهم هي التي تتولى ذلك، وكذلك فإن أفعالنا وتصرفاتنا هي المسؤولة عن ترتيب أماكننا في قلوبهم، فالإحسان لمن أساء إلينا، وأن نصل من قطعنا، تجعل حياتنا مفعمة بالسعادة، وأيامنا أجمل، ومبادئنا أقوى، وأرواحنا أنقى، ونفوسنا أصفى، وقلوبنا أطهر، لنترك أثراً طيباً لمن بعدنا، وإنها حصيلة كل الأشياء .