فشل الحملة الفارسية الثالثة على عمان
أحمد بن علي المقبالي
الجزء السادس والأربعين:
استكملنا فيه مجريات العمليات الحربية الفارسية لاحتلال عمان.
الجزء السابع والأربعين:
مقالنا اليوم إن شاء الله تعالى سوف يكون عن الفشل الفارسي في احتلال عمان.
– استمرّ الصمود الكبير لمدينة صحار بقيادة حاكمها أحمد بن سعيد، رغم الهجمات العنيفة للقوات الفارسية والحصار على المدينة من جهة البرّ والبحر.
– أمَر نادر شاه بسحب قِطعٍ من سُفنه الحربية استعداداً للهجوم على مدينة البصرة، مما أدّى إلى تخفيف الضغط عن القوات العمانية.
– نشبت خلافات عنيفة بين تقي خان وكلب علي خان مما أدّى إلى إقالة كلب على خان وتعيين محمد حسين خان كأركلو مكانه، كما تمّ استدعاء تقي خان إلى بندر عباس، فوصلها في نفس يوم وصول كلب على خان في أوائل ديسمبر ١٧٤٣م.
– عملية الاستدعاء تكشف عن عدم رضى نادر شاه عن قادته، وبشكل خاصّ تقي خان الذي تسبّب فشله في احتلال عمان لخسائر بشرية جسيمة بلغت عشرين ألف قتيل، ناهيك عن الخسائر المادية والسياسية الأخرى.
نتيجةً للظروف أعلاه، اضطّر تقي خان وقبل استدعائه إلى بندر عباس إلى التفاوض مع حاكم مدينة صحار أحمد بن سعيد وذلك في خريف ١٧٤٣م
وتمّ الاتفاق على ما يلي: –
١- اعتراف تقي خان بأحمد بن سعيد حاكماً على صحار وبركاء.
٢- يحتفظ الفُرس بملكية مسقط.
٣- يدفع أحمد بن سعيد مبلغاً سنوياً من المال بشرط أن يحدّد لاحقاً.
– إن توقيع أحمد بن سعيد على المعاهدة لم يكن إلا مناورة سياسية ذكية ويهدف منها إلى ما يلي: –
١- التخلص من الحصار الفارسي.
٢- التقليل من زخم تواجد القوات الفارسية.
٣- إعادة تنظيم القوات العمانية لبدء صفحة جديدة من القتال ضد ما سوف يتبقى من القوات الفارسية.
– قام تقي خان بثورة عارمة ضد نادر شاه كلّفت الأخير الكثير من الجهد والرجال حتى تمّ القضاء عليها ومعاقبة المسؤولين عنها، فاستغلّ أحمد بن سعيد الأوضاع الفارسية الداخلية والاضطرابات، وكذلك انقطاع التموين عن القوات الفارسية في عمان، للقيام بهجوم عليها، فأجبرها على التراجع لِما وراء أسوار مسقط.
– أمَر أحمد بن سعيد والي بركاء بتخفيف نسبة الضرائب عن البضائع، وعرض تسهيلات على السفن، وما أن رأى التجار هذه التسهيلات حتى تركوا مسقط واتّجهوا إلى بركاء، فانقطعت المواد التموينية عن الفُرس في مسقط.
– أدّت الإجراءات التي اتّخذها أحمد بن سعيد إلى نتائج سلبية على الفُرس، وهي:
١- انقطاع الأموال والبضائع.
٢- الضجر والقلق الشديد.
٣- عدم دفع رواتب الجند.
٤- تمرّد أعداد كبيرة من الجنود.
٥- انقطاع التموين.
٦- هروب أعداد كبيرة من الجنود.
– علِم أحمد بن سعيد بالاضطراب الواقع في معسكر القوات الفارسية فاستدعى قادتهم وهم: –
١- زين الشيخ.
٢- السلطون.
٣- عميد بن عمش.
وفور وصولهم إلى المكان المحدد، تمّ إلقاء القبض عليهم.
– نوديَ في القوات الفارسية المحرومة من كلّ شيء أن تتجمع لتوزيع المواد التموينية والأموال عليها، وما أن تجمّعوا حتى أطبقت عليهم القوات العمانية وأمروهم بالاستسلام أو الموت، فاستسلموا، وسُمح لهم بالمغادرة إلى بلادهم.
– استطاع أحمد بن سعيد طرد الغزاة من جميع السواحل العمانية، ما عدا رأس الخيمة ومشارفها، فقد ظلّت تحت السيطرة الفارسية حتى اغتيال نادر شاه في ١٧٤٧م، وبعدها عادت هذه المناطق إلى السيادة العمانية، حالها حال جميع الأراضي العمانية.
– لاحقاً، لم يحاول نادر شاه مرة أخرى السيطرة على عمان، وذلك نتيجة القلاقل والثورات والمشاكل التي مرّت بها بلاد فارس حتى اغتياله في عام ١٧٤٧م.
– بعد اغتيال نادر شاه انتهى الأسطول الفارسي، إذ اقتسمه اثنين من ضباطه العرب وهم: –
١- الشيخ ناصر في بوشهر،
٢- الشيخ ملا علي شاه في بندر عباس،
– وبذلك زال الخطر الفارسيّ عن عمان، وانتهت أحلام الفرس بالسيطرة على عمان.
مقالنا القادم إن شاء الله تعالى سوف يكون عن الآثار الكارثية على الدولة العمانية نتيجة الغزو الفارسي لعمان.
المصدر: –
– عمان وسياسة نادر شاه التوسعية.
المؤلف: –
عدنان الزبيدي