شَذَرَاتُ قَلَمْ
خلفان بن ناصر الرواحي
السماء
ستظل شامخةً بعلوها ولا شيء يمنعني من التأمل في فلكها الواسع، فحين أتأمل الحياة أجد نفسي محلقًا في سماء الكون، فأبحث عن وجود نقطة مهمة ترشدني إلى طريقي الذي يرفعني درجة عالية أسمو بها دون علو أو تكبر؛ لكي لا أفقد قيمتي مع ذاتي ومع الآخرين.
الغيوم
نراها غطت السماء وحجبت عنّا المنظر الذي اعتدنا رؤيته، ولا ندرك بأن ذلك الغيم مسخرٌ بين السماء والأرض ليمدنا بحياة تنبت به الأرض الزرع وكل ما لذ وطاب لنا ولأنعامنا، ونتجاهل في أحيان أخرى أن لهذا الغيم قيمة عظيمة لنا جميعا؛ وكأننا خلقنا جامدين لا نفقه ما يدور حولنا في فلك السماء؛ فهل نحن فعلًا على تلك الحقيقة!
قطرة المطر
حين أكون وحيدًا في مكان مزدحم، وتلامس رأسي قطرة من قطر المطر يتحرك بحر في قلبي يقودني بأمواجه الهادئة إلى الشاطئ الآخر لأعيش لحظات الفرح والسرور؛ وحينها تستقبلني حروفي على رمال القلوب الذهبية التي تبادلني نفس الشعور الذي يلامس قلبي.
الأرض
في أعماق الأرض قهقهت بذرة منسية تحت التراب، وحبست أنفاسها قهرًا حتى يتساقط عليها قطر المطر؛ فتنبت بفرح وغبطة لتمد ساقها لتخبر السماء بولادتها، فتارة تراها تحمل زهرة في غصنها؛ فتنثر رائحتها الزكية لتعلن أملًا قادمًا سوف تحمله تلك الزهرة لديمومة بقاء الأثر.
الطيور
ما أجملها وهي تحلق في السماء، وتبسط أجنحتها!
وكأنها ترسل رسالة صوتية عبر الأثير لهذه الإنسانية بأن العالم يتسع للجميع، فلنحافظ على سمو تعاملنا مع من نحب ومن نتعامل معهم، ولنبسط أجنحة الرحمة لنعيش بسلام.
ضوء المصباح
متى رحلتُ على إثر ضوء المصباح في حالة الخلوة أو الظلمة أشاهد بخيالي بعضًا من مشاهد كثيرة في هذا العالم وأحسها، فمتى ينطفئ المصباح، فليس للعالم ولي وجود إلا إذا استفقت من كبوتي التي يمكن أن تكون مصدر كآبتي؛ فلهذا لا يمكن أن يكون لي مع الاستسلام علاقة ولا ميثاق حتى لا أفقد صوابي.
البحث عن الحقيقة
عندما يبحث الإنسان عن الحقيقة لا بد له أن يعرف حقيقة وجوده في هذا الكون، ومن الذي أوجده؟ فكل شيء حولنا هو حقيقة مطلقة لوجود الواحد، فالأشجار من حولنا على سبيل المثال تحاول مصافحتنا مع رفع أيادينا إلى السماء للدعاء في ساعة الحاجة للبحث عن الحقيقة، وهي في حقيقتها جماد ولكنها دلالة واضحة على وجود الله الواحد والعالم بالحقيقة.
الكبرياء
لا وجود له في قاموس حياتي ولا شيء يربطني به، ولا أزرعه في حديقة حياتي، فاقتلعته مع عروقه، واستبدلت مكانه شجرة الود والألفة بألوان زهراتها الزاهية وقطرات المطر الندية المتساقطة عليها.
التعاهد
أتعاهد مع ذاتي بأن لا يكون هناك ما يكدر صفو العلاقات الثنائية التي تربطني مع مصالح ذاتي والآخرين، وأن لا تخذلني العواطف الخداعة لتقودنا إلى ظلمات المواقف التي تكون مصدرًا أساسيًا لضياع الوقت وفقد القيمة.