خريف صلالة هبة ربانية لعمان وأهلها!
عبد الله بن حمد الغافري
Alssedq@hotmail.com
الحمد لله المنعم بالآلاء المسدي للنعماء، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء وعلى الآل والصحابة العظماء، وعلى تابعيهم إلى يوم العرض والجزاء..
خريف صلالة أو خريف ظفار لا مشاحة في التسمية، فكلاهما من عمان الحبيبة وظفار وأهلها عمق استراتيجي لهذا القطر العظيم عُمان المباركة في كل أراضيها..
الخريف الأخضر وبساط البهجة الأنور هبة ربانية لعمان. هبة لهذا الشعب الطيب من رب كريم، { لَقَدۡ كَانَ لِسَبَإࣲ فِی مَسۡكَنِهِمۡ ءَایَةࣱۖ جَنَّتَانِ عَن یَمِینࣲ وَشِمَالࣲۖ كُلُوا۟ مِن رِّزۡقِ رَبِّكُمۡ وَٱشۡكُرُوا۟ لَهُۥۚ بَلۡدَةࣱ طَیِّبَةࣱ وَرَبٌّ غَفُورࣱ }
[سُورَةُ سَبَإٍ: ١٥]
لقد كان لسبأ جنتان فقط عن يمين الوادي وشماله في مفترق عجيب لسد سبأ العظيم، لكنّ في ظفار الخير جنانًا متعددة، بل مساحات خضراء شاسعة وعيونًا متدفقة وحدائق غناء وثمارًا يانعة!
الحقيقة أنني لا تسعفني الكلمات لوصف هذا العطاء الرباني المدهش، فالله تعالى إذا أعطى أدهش، بل أعطى بلا مقابل ولا من ولا يحزنون..
وكما هي الأرض خضراء ذات بهجة، فإن قلوب أهلها أجمل وأنقى وأطيب وأكثر اخضرارًا من كل حقل يانع، فلتبقَ عمان مدى الزمان طيبة بأهلها، ماجدة بشعبها، مزدهرة بخيراتها، تظلها عناية الله وتغشاها رحمته، ونسأل الله أن يديم نعمه وآلاءه لعمان المباركة وأهلها الكرام، وكل من سالم أهل عمان، وتعايش معهم، وحفظ لهم الود والإحسان والكرامة.
خريف هذا العام غير! بل متميز عن غيره عبر الأعوام الماضية، فقد مر منخفض السيل الخصيب وسلم خيراته لعمان من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، ثم أعقبه الخريف الدائم؛ فاكتست الأرض خضرة وجمالًا، بل إن مساحات شاسعة لم تكن ضمن منظومة الخريف السنوي في الإعشاب والاخضرار؛ فأعشبت واخضرت في حدائق ذات بهجة ما كان لنا أن ننبتها لولا مشيئة الله، فالحمد لله رب العالمين!
والمميز في خريف هذا العام الانتشار الواسع للخدمة العامة للسياح، والنظافة المستدامة للمرافق.. كما تكاثرت أكشاك الباعة لما يحتاجه السائح، كذلك بعض مرافق الترفيه للصغار، والأسواق أبوابها مشرعة والحمد لله، وربما أنها تزيد وتزيد عن الحاجة الفعلية للسكان والزائرين، وكذلك المطاعم وغيرها مما تتطلبه حركة الناس.
ولعل إيجارات هذا العام أقل غلاء عن سابقتها من الأعوام الماضية، ولست أدري إن كان ذلك طوال فترة الخريف أم لا.
كل ما نتمناه أن يعزز الخريف بفعاليات تربوية وأخلاقية هادفة تغرس الآداب والقيم في الناشئة، وتدعو لاحترام الإسلام وتمجيد الوطن، وتعين على أفعال الخير وتفتح الباب للمصلحين.
عمان بخير بقوة الله تعالى، ونسأل الله دوام النعمة.