منابر العلم تشرع أبوابها
حمود الحارثي
يا ربنا احفظ لنا جلالة السلطان
والشعب في الأوطان
بالعز والأمان
وليدُم مؤيدا
عاهلاً ممجدا
بالنفوس يفتدى
يا عمان نحن من عهد النبي
أوفياء من كرام العرب
فارتقي هام السماء
واملئي الكون الضياء
واسعدي وانعمي بالرخاء
هكذا ستكون صباحات الوطن العزيز من مطلع الأسبوع القادم بتوفيق الله، تصدح بحناجر طلاب العلم، وقد شرعت صروحها الأبواب لاستقبالهم لينهلوا من فيض العلوم والمعارف، ليس عبر المناهج الدراسية فحسب، إنما من مَعين فضل معلميهم ومعلماتهم سلوكاً وآداباً وثقافة وتربية، وعلوم مختلفة.
ستساهم مجتمعة في تمكينهم ورفع مستوى قدراتهم وصقل مواهبهم ومهاراتهم ومداركهم، تربويةً كانت أو تعليمية، محمولةً على أسباب الخبرات التراكمية والاجتهادات النابضة بالعطاء المخلص عبر سنوات عملهم في الحقل التربويّ، الذي لا يوفي لمقام قدْرهم ومكانتهم الرفيعة شكراً وامتناناً.
قمْ للمعلم وفّه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
ومما لا شكّ فيه، أن للعمل التكامليّ في البيئة المدرسية بين المعلم والطالب وأولياء الأمور ومجلس الآباء والأمهات دعماً للعملية التعليمية في المدارس، له عظيم الأثر في الارتقاء بالمستوى التحصيلي لأبنائنا الطلاب، والذي سيعود بالنفع أولاً على الطلاب أنفسهم ومستقبلهم، من ثَمّ مجتمعهم ووطنهم بما يمكّنهم من تحقيق طموحاتهم وآمالهم التي لن تتأتّى إلا بالاجتهاد أولاً، وبذلك العمل الجماعيّ المخلص الأمين.
ومن هذا المنطلق، لندعو الجميع أن يشمّروا عن سواعد العمل عطاءً مخلصاً، والمتابعة المستمرّة لأبنائهم الطلبة، ليكون الحصاد وفيراً بقدر ذلك التخطيط، للاحتفاء بنتائج التحصيل الدراسي المرجوّة في ختام العام الدراسيّ، والذي بتوفيقٍ من الله سيكون في مستوى طموح الجميع، طلاباً ومعلمين وآباء وأمهات.
ولأن طريق التمنية مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتربية والتعليم، فنحن نتفق جميعاً بأن الخطوة الأولى تبدأ من الطفولة التي أولتها سلطنة عمان الحبيبة جلّ الرعاية والاهتمام، منذ بزوغ فجر النهضة المباركة، والممتدة في نهضتها المتجددة وعهدها السعيد الذي مكّن القطاع التعليمي وأفرد له اهتماماً ورعاية خاصة، بدايةً من توفير البُنى التحتية، كمدارس تحفيظ القرآن الكريم ورياض الأطفال ومدارس التعليم الأساسي والمهنيّ والجامعي، في مختلف ربوع الوطن، معزّزة بكوادر وطنية مؤهلة علمياً وإدارياً، رفيعة المستوى مع التأهيل، والتدريب المستمرّ لهذه الكوادر.
وقد لا نختلف بأن البداية دائماً تكون من عتبات الطفولة، فالطفل هو اللبِنة الأولى التي يُبنى عليها مستقبل الوطن، إن صلٌح، بكل تأكيد استقام البناء، وإن فسد لا يقوم للمبنى قائمة، نتاجه مجتمع معرفيّ واعٍ آمنٍ ومستقرّ قادر على الإنتاج، يتحقق معه مستقبلٌ أكثر إشراقاً وقوة.
ومن ينظر إلى الخريطة التعليمية العالمية والإقليمية سيجد يقيناً بأن سلطنة عمان قد تفوقت على العديد من دول العالم في مجال التعليم ورعاية حقوق الطفل، ومن أهمها توفير التعليم المجانيّ وسَنّ القوانين ( قانون الطفل العماني ) في بند الحقوق التعليمية للطفل، بما يضمن للطفل حقوقه في الحصول على التعليم، وجعلته جزءاً لا يتجزأ من خططها التنموية المستدامة، إيماناً منها بأن أبناء الوطن هم أساس التنمية وعمادها الرئيسي، غايتها تنشئة أجيال تقف على أرضٍ صلبة، تمضي قدُماً نحو المستقبل الزاهي، المتّكئ على حاضر مشرق، منطلقاً نحو مستقبل أكثر إشراقاً.
وإنه لمن حُسن الطالع أن يتزامن نشر هذا المقال مع تنفيذ الأوامر السامية الكريمة التي تفضّل بها جلالة السلطان المعظم – حفظه الله ورعاه – القاضية بتوفير المستلزمات المدرسية والتغذية اليومية لأبنائه الطلبة والطالبات، من فئتَي الضمان الاجتماعي وأصحاب الدخل المحدود، إيماناً مطلقاً من مقامه السامي بأهمية التعليم، ودليلاً على رعايته الخاصة أعزه الله، لطلاب العلم بمختلف مراحله، لا سيما التعليم الأساسي منه.
وفّق الله الجميع في خدمة هذا الوطن العزيز تحت ظلّ القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – وسلطنة عمان في نهضة متجددة وعهد سعيد.