ما لم يدركه العالم عن سلطنة عُمان، قائدًا وشعبًا
حمود الحارثي
قيادة حكيمة، نهضة متجددة، عهد سعيد، شعبٌ قويّ متماسك.
ترجمتها ثلاث سنوات من عُمر الزمن، منذ تولّي حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – مقاليد الحكم في البلاد، لم تكن بالسهلة الميسّرة كتولّي باقي زعماء العالم حُكم بلدانهم، خلفاً للراحلين من حكّامهم، التي جاءت في ظروف اقتصادية، وسياسية إن لم تكن ممتازة فهي أقل ما توصَف به جيدة جداً.
إن الظروف التي تزامنت مع تولّيه – أعزّه الله – بالغة الصعوبة، ليست بخافية على الجميع لِما صاحَبها من أزمات لا يتّسع لها مقام الحديث تكراراً وتعديداً، استطاع بحكمته المعهودة، وهمّته العالية، الإبحار بالسفينة ليس إلى برّ الأمان فحسب، إنما إلى صدارة الأحداث العالمية، سياسية، واقتصادية، صاحَبها حلحلة العديد من الملفات الداخلية العالقة ذات الأولوية القصوى، التي تلامِس تطلّعات، وطموحات المواطن، وتأمين الحياة الكريمة له في ظروف استثنائية.
لم يكن الأمر بذلك اليُسر، بقدر ما جاء محمولاً على وعي المواطن العماني، وثقته المطلقة في قيادته راسخة المبادئ على الثوابت الوطنية التي لا تزحزحها الظروف، ولا تبدلها الأسباب.
قد لا يختلف عاقلان حول النتائج الإيجابية لرؤية جلالته – حفظه الله ورعاه – حول آليّة التعامل مع الوضع القائم إبان تولّيه مقاليد الحكم في البلاد، والتي كان لها بالغ الأثر في حفظ سلامة هذا الوطن العزيز ومكانته على قلوب أبنائه المخلصين، أمنياً، وسياسياً، واقتصادياً، محمولةً على ثقته الكبيرة بهمّة وصبر، وجلادة أبناء عمان الأوفياء في كل ما من شأنه المساس بمقدّرات ومكتسبات الإرث الخالد لهذه الأرض الطيبة التي لم ولن تُنبت أرضها إلا الطّيب من القول، والعمل، مهما اشتدت الظروف، وتكالبت المحن، وثّقتها المواقف الوطنية لهذا الشعب القوي المتماسك عبر تاريخ الأمة العمانية، إذ لم يكن يوماً رهانه جزافاً على شعبٍ لا يُختبر في ولائه، ووفائه لقيادته ووطنه، فكانوا له نِعم السند المتين، وكان لهم نِعم الحارس الأمين، بزغ عنها فجر جديد، ونهضة متجددة غايتها عهدٌ سعيد، ينعم برفاهيتها، ورخائها الجميع.
إلا أن ما لم يدركه المشككون يوماً في قدرة سلطنة عمان على تجاوز المِحن التي ظهرت من خلال سلسلة ممنهجة في الإضرار برؤية عمان ٢٠٤٠م، وخطة التوازن المالي وما صاحَبها من قرارات، وإجراءات حاسمة استحقّ اتخاذها بالتوافق مع ظروفها، والتي أثبتت نجاحها من خلال ما نطالعه جميعاً بين الفينة والأخرى، فيما يرِد بتقارير المنظمات السياسية، والاقتصادية العالمية، كان آخرها الصادر من منظمة (فيتش) الذي تمثل في رفع التصنيف الائتماني للاقتصاد الوطني إلى أعلى مستوياته المستقرة مُنبئاً بالخير العميم لحاضرٍ مُشرق، ومستقبل زاهر، ألجِمت على إثره الأفواه، وجُففت معه منابع الأقلام النابضة بالحقد الدفين.
كما أنهم لم يدركوا جلياً بأن سلطان البلاد المفدّى لم يأتِ مجبولاً على شعبه، إنما جاء محمولاُ على نبض القلوب قبل الرؤوس التي تفيض محبّة وصدقاً لهذا القائد الفذّ، منهض الهمم، وموقد عزائم الرجال، فلم يكن يوماً لينام، وعلى طاولة مكتبه الزاخر بالملفات لا سيّما الوطنية منها، ملفاً أو ورقة قيد البحث، معززاً بدعوات أبناء شعبه في السرّ، والعلن، أن تكلأه عناية الرحمن، وتسدّد خُطاه بتوفيق الله لِما فيه خير هذا الوطن العزيز، يقيناً تامّاً، فما من محنة ومعضلة مرّت على هذا الوطن العزيز إلا زادت معها اللُحمة الوطنية، والقوة، والصلابة، وعززت الثقة بالقيادة الرشيدة أكثر فأكثر.
كما أن لقاءات جلالته – أعزه الله – المفتوحة بأبناء شعبه قد رسمت النظرة المستقبلية للشأن الداخلي، كتعزيز المحافظات من خلال رفدها بموازنات عامة، هدفت لتمكين دور المجالس البلدية، بالإضافة إلى اعتماد إشهار العديد من الولايات والأندية في التقسيم الإداري الجديد للمحافظات، صاحَبها توجيهات سامية كريمة نحو تنفيذ العديد من المشاريع التنموية، والاقتصادية، والصحية في مختلف ربوع الوطن.
ما لم يتوقعه العالم يوماً،
أن سلطنة عمان بقيادة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم المعظم، وبغضون ثلاث سنوات لا تقدّر ولا تُحتسب من عمر الشعوب بفضل الله أولاً، وتوجيهاته السديدة أعزّه الله، أصبح الوضع المالي، والاقتصادي، ليس بحاجة إلى الاستدانة من البنك الدولي، مسجلاً فائضاً مالياً مبشراً بعودة اقتصادنا الوطني إلى أعلى مستوياته المستقرة، وفي تنامٍ مستمرّ، صاحَبه حلحلة العديد من الملفات الداخلية، في مقدمتها الترقيات، وأزمة الباحثين عن عمل.
حيث لا يكاد يمرّ يوم، إلا جاء متخماً بالإعلانات عن فرص عمل للمواطنين، ترقى إلى مستوى طموحاتهم وآمالهم.
وها هي اليوم سلطنة عمان الحبيبة بفضل الله أولاً، وحكمة سلطانها المفدى، ووعي أبنائها ولحمتهم تحت لواء قائدهم الملهم، يجنون ثمار ما زرعوا بالأمس القريب، وها هو الحصاد يأتي في كل يوم أكثر نضارةً عن سابقه، والحمد لله على ما أسدى، وأنعم على أرض السلام، والأمان، والرخاء.
همسة:
عملتم مجتمعين فأجدتم جميعاً، فحقّت لكم كلمة الشكر.
أحسنتم، لتبقى سلطنة عمان مدى الأزمان نبضاً واحداً.