2024
Adsense
أخبار محليةمقالات صحفية

الجمال السائبة خطرٌ دائمٌ يهدد مستخدمي الطريق

درويش بن سالم الكيومي

لقد أصبحت الحيوانات السائبة وخاصة الجمال خطرًا حقيقيًا يهدد حياة مستخدمي الطريق، سواء كانت الطرق العامة أو الطرق الفرعية، وفي هذه الأيام كثيرًا ما نسمع عن وقوع حوادث الدهس المميتة، وأكثر ما تظهر تلك الحيوانات بعد وقت المغرب مباشرة، وهذا ما جعلنا نكتب عن تلك الحيونات المسيبة من قبل أصحابها؛ مما يجعلها تظهر فجأة أمام المركبات وتسبب الرعب والدربكة للسائق الذي يفقد السيطرة على مقود المركبة، وتؤدي به إلى وقوع حادث جسيم جدًا وتدهور في نفس الوقت والاصطدام بأي مركبة أخرى قادمة أو بجسم ثابت، وهذا من أصعب وأخطر الحوادث المرورية التي لا تخلو من الإصابات البالغة لأن معظم المركبات يكون بها ركاب من العائلة أو مرافقين، وقد يتعرضون إلى أصابات بالغة لا قدر الله.

وإذا تحدثنا عن الطرق الخطرة التي تقع بها الحوادث في محافظتي شمال وجنوب الباطنة، فهي كل الطرق التي تصل بين الطريق العام والشارع السريع، وللأسف هذه الطرق مفتوحة بلا حواجز حديدية ولا إنارة واضحة تحد من ظاهرة الحوادث، فالجمال الصائبة تتبع الحشائش والأشجار، وتقترب مفاجئة إلى الطريق، فهل أصحابها تخلو عنها مسؤولياتها لكونها كبيرة في السن ولا فائدة منها، ولهذا السبب تنتشر في الطرقات وتسبب الحوادث؟ في حين نرى الجمال الخاصة بمسابقات السرعة والعرضة والمزاينة والسباقات الأخرى فهي مصانة في حضائر يوفر لها المأكل والمشرب والرعاية والعناية اليومية ولا يمكن تركها في السيوح الخالية أو الطرقات العامة.

وفي الحقيقة نحن لسنا ضد أصحاب الجمال، وأيضًا لا ننسى بأنها ثروة وطنية منذ زمن الآباء والأجداد، وولايتي السويق اتخذت من سفينة الصحراء شعارًا لها رمز للبداوة والأصالة وروح التراث العماني، فالجمال هي مكسب ورزق لملاكها من خلال المشاركة بها في السباقات السنوية والمشاركات الأخرى داخل وخارج السلطنة، وذات الناموس تعتبر من السلالات الطيبة في وطننا سلطنة عمان.

وللأسف الشديد بأن استمرار وقوع حوادث الدهس المميتة للبشر لا بد من وضع لها حلول عاجلة من قبل الجهات المختصة، فالكثير من البشر راحوا ضحايا الجمال السائبة، فترملت نساء وتيتم أطفال وأغلقت بيوت، بإلاضافة إلى حدوث الإضرار البالغة جدًا، ذلك الأمر الذي يجعل مالك الحيوان لا يظهر أبدًا حتى لا يتحمل تكاليف الإصابات وغيرها من الخسائر؛ فإلى متي سيتكرر ذلك المشهد المرعب والمالك بعيدًا عن الأنظار ويتكبد سائق المركبة كل الخسائر؟! مع علمنا بطرح موضوع الحوادث عن الحيوانات السائبة عدة مرات من قبل لجان شؤون البلدية وعلى مستوى المجالس البلدية وعبر الإذاعة والصحف المحلية، بل نشر في كل وسائل التواصل الاجتماعي، وآخر لقاء كان عبر إذاعة منتدى الوصال تحت شعار “من المسؤول عن ظاهرة الجمال السائبة” والذي استضاف كلًا من المهندس: يوسف المجيني مدير دائرة إنشاء الطرق بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات والذي تحدث بأن الطريق السريع هو مكتمل السياج إلا في بعض الأماكن المتبقية وسوف يكتمل به العمل في الفترة الزمنية القادمة بإذن الله، والفاضل حمد الجنيبي محلل سباقات الهجن، وأحد ملاك الإبل يقول: بأننا كملاك نطالب من الجهة المعنية تحديد مواقع مخصصة للمراعي وعمل الحمايات الحديدية لكل الطرق حتى لا تستطيع الجمال الدخول إليها حفاظًا على سلامة مستخدمي الطريق، والفاضل: عبدالله بن سيف الجهوري عضو المجلس البلدي ورئيس اللجنة القانونية بمحافظة شمال الباطنة يقول: أنا أناشد الجهات المختصة بالإسكان والبلدية و الزراعة بالتسريع العاجل في تحديد المواقع الخاصة بالعزب ومواقع المراعي وتكون بعيدة عن الطرق والمخططات السكنية وكذلك عمل الحمايات الكافية كالسياج وتكملة الإنارة في كل الطرق الخطرة؛ لأن الإنارة لها دورًا كبيرًا في وضوح المسار أمام السائق، وأيضًا إذا أمكن إلزام ملاك الإبل بتركيب الجهاز المبتكر من قبل الشاب العماني والذي يراقب الحيوان عندما تبتعد عن العزبة أو أنه يقترب من الطريق وهو مزود بفسفور عاكس ينبه السائق من مسافة بعيدة, كذلك تسجيل أسماء مالكي الهجن والنوع والعدد وصرف لها رقم موحد يميزها عن بقية الحيوانات، فإذا دهس ذلك الجمل لا قدر الله يكون رقمه يدل عليه ويمكن الوصول إلى المالك بيسر وسهولة، وأغلب الحيوانات التي تدهس تنفق مباشرة أو أنها تصاب بكسور بالغة لا تمكنها من المشي أو الانتقال، والحل النهائي فإن الجميع يطالب ويناشد ويتوسل للجهات الموقرة بتوفير الأراضي الخاصة للعزب والمراعي لتكون بعيدًا عن الطرق والمساكن والمخططات السكنية؛ وبذلك نكون قد تصدينا إلى هذه الظاهرة التي أصبحت تقلق مستخدمي الطريق ويكون الضحية بها سائق المركبة ذات التأمين الطرف الثالث.

نسأل الله العلي القدير بأن يحفظ الجميع من مخاطر وحوادث الطريق وأن لا يريكم مكروه في عزيز عليكم إن شاء الله.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights