خطوات من نور
بقلم الباحثة الإعلامية
نانسي نبيل فودة
خطوات يخطوها الإنسان لها معنىً وأثراً طيباً، تضيء طريق حياته، تحمل الكثير من المضامين والمعاني الراقية، يسارع بها فتزيد من شأنه رفعةً ومحبة، ولا يشعر من خلال أدائها بأي عبء أو مشقّة؛ لأن لها أهدافاً سامية لبذل الكثير من العمل والتفاني لفعل الخيرات ومساعدة الغير، فالتسارع في خطوات الخير يكون له الأثر المضيء نتيجة المحاولة والتعاون والتنافس للوصول إلى تحقيق الخير دون أيّ مقابل.
والمسارعة إلى فعل الخيرات هي من أخلاق المؤمنين الصادقين ومن طبائعهم، وإن مثل هذه الأعمال إنما هي دلالة على رجاحةٍ في العقل وسلامة وصدق القلب وعزيمة النية، فإن إتيان الخير إنما هو نموذج رائع لقيمة العطاء، وفيه الكثير من المُتع التي لا توصف عند تحقيق سعادة مفقودة إلى الغير.
ومن أحبّ الأعمال إلى الله: سرور يدخله المسلم على قلب أخيه المسلم، أو يكشف عنه كربة، أو يقضي عنه ديناً، أو يستر عنه عورة، وأن يتفانى في عمل الصدقات حتى لو كانت الصدقة هي التبسّم في وجه أخيك الإنسان وطِيب ولين الكلام، والمحافظة على شعور الآخرين، والمثابرة على ردّ الحقوق إلى أصحابها، وقد أوصى الإسلام بفعل الخير مع جميع البشر بغضّ النظر عن معتقداتهم أو أعراقهم.
والخير اسمٌ لكلّ ما ينتفع به المرء عاجلاً أو آجلاً، ويتقرب به إلى الله عزّ وجلّ، وهو من الأمور التي أكثر الله ذكرها في القرآن الكريم وربطها بالفلاح والفوز، ففِعل الخير يعدّ علامةً على الإيمان الصحيح والمعتقد السليم، وما ذلك إلّا لأنّ الإنسان مفطورٌ على حبّ الخير وفعله، ويعتبر الزّاد الحقيقيّ الذي يبقى للإنسان في آخرته، وينتفع به، فخطوات الخير هي الخطوات الحقيقية الخالية من أي تزييف، لأنها تعكس جميع القيَم السامية بداخل الفرد وإصراره على العيش داخل مجتمع معزز بقيم المحبة والتماسك والتكافل بين الجميع، متحدّين جانب الكراهية والحقد والأنانية داخل المجتمع، يجمع بينهم شعور حسّيّ واحد يجعلهم كالبنيان المرصوص، بفضل قوة وقناعة الفرد أن الخير هو الذي يقضي على أي عقَبة داخل المجتمع ويضعون أمام أعينهم أنه:
لا قيمة للحياة بدون فعل الخير، ولا نجاة للعبد في الآخرة بلا فعل الخير، ولا راحة نفسية ولا سعادة قلبية للعبد دون فعل الخير، ولا دخول الجنة دون فعل الخير، ولا الفوز برضوان الله دون فعل الخير، ولا النور في القلب ولا في القبر ولا على الصراط دون فعل الخير.