“تحية شكر وتقدير “
بدرية بنت حمد السيابية
مع كل حالة جوية تظهر مشاهد مؤسفة يعرض فيها الشباب أنفسهم للخطر، سواء بالوقوف في مجاري الأودية أو المجازفة بعبورها أثناء جريانها، فمنذ أيام قليلة أظهر مقطع فيديو متداول قيام أحد المواطنين بإنقاذ طفلين من الغرق في أحد الأودية الموجودة في السلطنة، ونجح هذا المواطن الشجاع في إنقاذ الطفلين رغم الصعوبة والتحديات وقوة دفع الوادي إلا أنه استطاع إنقاذهم في اللحظة الأخيرة، وكان ذلك المشهد تتوقف معه الكلمات وتعجز المشاعر عن وصفه، وكنت أعيد مشاهدة الفيديو في كل حين، وبدأت على ملامحي علامات الفرح والسعادة.
فهذا المواطن الشجاع قام وخاطر بحياته لإنقاذ طفلين من الغرق وجرفهم الوادي ولربما جرفهم إلى مكان بعيد، ولولا لطف الله ثم هذا الرجل الشجاع لكانوا في عداد المفقودين أو الموتى لا سمح الله سبحان الله- فهو لطيف بعباده وهو مدبر كل شي – ولكن هذا ليس بالشيء الغريب بالنسبة للعماني بشكل عام؛ فهم رجال المواقف والصعوبات، ودائمًا ما تجدهم في الصفوف الأمامية لتقديم العون والمساعدة.
وللأسف الشديد يوجد فئة من الناس لا تتقيد بالتعليمات، وغير مهتمة بالقوانين، ولا بالعواقب الوخيمة لكل من يجازف بعبور هذه الأودية، معرضين أنفسهم ومن معهم للخطر. فهذه الأودية لحجم غزارتها وجريانها السريع تقتلع وتجرف كل ما تجده أمامها؛ لذلك وجب علينا الحذر من هذه المخاطر، ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي تجدها تنشر كل التحذيرات من خلال متابعة أحوال الطقس ونشر المنشورات لتنبيه المواطن وعدم المجازمة مهما كلف الأمر.
فتحية طيبة وشكر لهذا المواطن الشجاع، ولكل من أنقذ روح من الخطر وخاطر بنفسه، وأتمنى أن نكون على وعي وإدراك وعدم المخاطرة في عبور الأودية الجارفة، أرواحكم غالية على أحبابكم.
بوركت جهود الجنود وكل مواطن؛ فأنتم بواسل الوطن ودمتم في تألق وعطاء.