2024
Adsense
أخبار محلية

الصبحي..“التبسيل” عادة عمانية، ولها مردودها الاقتصادي

طاح موراده الجداد يخدم على أولاده الجداد

حاوره – جمال بن سالم المعولي

تعد عادة التبسيل من العادات التي اتخذها الأجداد وتوارثها الآباء والأبناء في موسم القيض- وقت حصاد ثمار النخيل- وبالأخص موسم جداد نخلة المبسلي، وهنا يأتي دور كبير من قبل المزارعين والمهتمين في هذا الشأن، حيث أنه يحتاج إلى عدد كبير من العاملين، ويتم توزيعهم حسب الأماكن المخصصة لذلك، فمنها المزرعة التي يكون فيها الجداد وتفاصيله، وبعدها تحميله عبر وسائل النقل المناسبة كالحمير إذا كان المكان لا يتسع لدخول سيارة النقل( المتعارف عليها محليًا، بيكب)، وبعدها يتم نقله إلى مكان الطبخ، وهذا المكان يطلق عليه التركبة، ويطلق على البسور بعد طبخها مسمى الفاغور، وبعد طبخه ينقل إلى المكان المسمى بالمسطاح، وهو المكان الذي تجفف فيه ثمار المبسلي بعد الطبخ، ويطلق عليه بعد التجفيف إسم البسر.

ويتم خلال هذه العملية التغني بكلمات معروفة للتخفيف من تعب العمل، وتسلية للمشاركين في عملية الحصاد، وذلك بهذه العبارة المشهورة “طاح موراده الجداد يخدم على أولاده الجداد”. ومنها أيضًا ” لقطوا لقطوا البسر بنـعشـيكم عصـر لقطوا لقطوا الهـماد بـنـعشـيكم سـماد” و ” باه سيف اعطينا فلوسنا والشمس حرْقـت روسنا باه سيف أعطينا غوازينا باه سيف عن لا تْـجازينا باه سيف نـلقـط لـك بـسرك باه سيف طيـنا حصى نْـكسرك”. وهي تختلف من محافظة إلى أخرى في الكلمات والأداء، وتتفق في الهدف منها، وهي تحميس المشتغلين في هذا المجال، وتحفيزهم على بذل مزيد من الجهد والعمل.

وهنا التقت صحيفة النبأ الإلكترونية بالشيخ محمد بن سليمان الصبحي من ولاية نخل، قرية الأبيض بمحافظة جنوب الباطنة؛ ليحكي لنا ‬ بالتفصيل عن هذه العادة.

حيث ذكر بأنه يبدأ من الصباح الباكر بعد صلاة الفجر مباشرة ويذهب للجداد-الحصاد- ومعه العاملين إلى المزارع ويقومون بعملية الجداد، ويبدأ العمل ليطلع الجداد -الشخص الذي يطلع نخيل- ويبدأ بقطع الثمار من نخلة المبسلي ما يسمى محلياً بالعسق ( أعذاق البسر )، ويقوم برمي العسقة على حبل يسمى (الموراد) متصل من النخلة إلى الأرض بشكل زاوية حادة، ويمسكه شخص من الطرف الآخر أسفل النخلة لكي يوازن العملية بالشكل الصحيح، بحيث لا تسقط العسقة على الأرض ولا تتأثر الثمار بذلك، وبعد تجميع الجداد يذهب به إلى التركبة، وهناك تكون مجموعة من النساء يقمن بتنقية الثمار وعزل الرطب عن البسر وسحال البسر وتجميعها بجانب مراجل الطبخ إلى أن تكون الكمية مناسبة لرميها في المرجل استعدادًا لطبخها لتصبح البسرة إلى فاغورة، حيث تتراوح فترة الطبخ من ثلاثون دقيقة إلى خمسة وثلاثون دقيقة.

بعد ذلك يستخرج من المرجل ويصب في المصب، والذي يكون أسفل التركبة من الأمام باستخدام ما يسمى بالمغراف، وبعد مضي ساعتين تقريباً يحمل الفاغور إلى المسطاح ليتم تجفيفه لمدة أسبوع تقريباً ليصبح يابسا (المبسل).

وتأتي بعد ذلك مرحلة رقاطه وتجميعه في جواني ( أخياش) مخصصة لذلك ليتم نقله إلى المخازن تمهيداً لبيعه.

وهنا يذكر الشيخ محمد بن سليمان الصبحي بأن بعض الولايات تقوم بهذه العملية على المبسلي وهذا موجود بكثرة في محافظة جنوب الباطنة، فمثلاً الشخص الواحد ينتج ما يقارب ١٢ طنًا، وبعضهم أكثر من ذلك -في قرية الأبيض- ويتراوح إنتاج قريتنا ما بين ٣٠٠ طن إلى ٥٠٠ طن، أما في بعض الولايات في المحافظات الأخرى معهم ما يسمى بالمدلوكي والحنضل وغير ذلك.

وهنا يؤكد لنا الشيخ محمد بن سليمان الصبحي بأن علينا المحافظة على هذه العادات، ويتمنى من الجهات المختصة في الزراعة بتشجيع المواطنين على الاهتمام بالزراعة بشكل عام، وعلى النخلة وأهميتها؛ فلكل صنف فائدته.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights