إجادة
أحمد بن موسى بن محمد البلوشي
من خلال جلسة نقاش بين الأصدقاء حول أهداف منظومة الأداء الفردي والإجادة المؤسسية “إجادة” المطبقة حاليًا بوحدات الدولة المختلفة بهدف قياس أداء العاملين في هذه المؤسسات لتحقيق مجموعة من الأهداف المهمة، يتضح بأن البعض لم يدرك ماهية هذه الأهداف وكيفية صياغتها، وأهميتها في تطوير أداء الموظف وقدرات المؤسسة التي ينتمي إليها. يجب أن نعي بأن مؤشرات الأداء الرئيسة هي الأهداف الرئيسة التي يجب علينا أن نتبعها لتحقيق أقصى تأثير على نتائج الأعمال التي نقوم بها، وبالتالي تساعد هذه الأهداف الموظف في التركيز على ما هو مهم بالنسبة له ولمستقبله الوظيفي، فهي تدعم استراتيجيته في العمل وتساعد زملائه على التركيز على ما هو مهم.
مؤشرات الأداء الرئيسة، هي مقياس قابل للقياس الكمي للأداء بمرور الوقت لهدف معين، وتوفر هذه المؤشرات أهدافًا للفرد يكون قادرًا على تحقيقها، بشرط أن تكون هذه الأهداف ذات قيمة وأهمية بحيث ينتج عن تحقيقها نتائج إيجابية؛ تعود على الفرد نفسه ومستقبل الخدمة بالمنفعة والاستفادة، وهنا أقول بأن الأهداف التي يضعها الفرد والتي هي أصلًا من صميم عمله والتي يجب أن يقوم بها بشكل روتيني ويومي لا أعتقد بأنها تصل لدرجة مؤشر أداء، لابد أن تكون هناك أهداف يستطيع الفرد أن يحقق من خلالها تميز وأبداع في عمله، وهذا كله يؤدي لنجاح المؤسسة على اتخاذ قرارات أفضل لتطوير منظومتها، أما إذا كانت الأهداف التي يضعها الموظف هي نفسها التي تمثل عمله الواجب القيام به؛ فما الجديد في هذا النظام؟!، فمثلًا أن يكون الهدف: حضور الموظف لعمله يوميًا؛ هل هذا يُعتبر هدف ؟، وما النتائج المرجوة منه؟، أليس من مسلمات الوظيفة حضور الموظف يوميًا لمقر عمله؟، وكيف يمكن قياس مؤشر هذا الهدف، وأطرح مثالًا آخر: حضور المعلم لطابور الصباح، لا أعتقد بأن هذا هدف يمكن أن يطور من الفرد ومن عمله، حضور المعلم لطابور الصباح ربما تعتبر من المسلمات إلا إذا كانت لديه ظروف معينة تمنعه من الحضور.
تعد أهدافك الرئيسة من أهم الطرق التي تساعدك على التأكد من أنك تقوم بعملك وتحقق المطلوب منك، وتحقق أهداف الوحدة التي تنتمي لها، فهذه الأهداف تمنحك نظرة واقعية على صحة عملك الذي تقوم به، وصحة مؤسستك، وتساعدك كذلك على رؤية نجاحاتك وإخفاقاتك بوضوح، والتي على أثرها تمكنك من القيام بالمزيد من النجاحات، والتقليل من الإخفاقات.
يجب عليك عزيزي الموظف أن تتأكد من أن أهدافك الرئيسة التي تضعها هي التي تساعدك للوصول لما تسعى له وتطور من نفسك ومن عملك وتحقق المطلوب منك، وتأكد من أنها محددة وقابلة للقياس ويمكن تحقيقها، وواقعية ومقيدة بوقت، ويجب أن يفهم كل فرد يعمل معك أهدافك الخاصة بك حتى يتمكنوا من العمل وفقًا لها، وتأكد جيدًا كذلك إذا كانت أهدافك الخاصة بك لا تتعلق بما تحاول تحقيقه في عملك فأنت تضيع الوقت، وأنت عزيزي المسؤول يجب عليك قبل اعتماد أهداف موظفيك أن تناقشهم وتوجههم نحو كتابة أهداف واقعية تجود نظام العمل، ويمكن قياسها، وتساعدهم على تتبع تقدمهم وملاحظته، وتعود بالفائدة على المستفيد وعلى المؤسسة التي ينتمي إليها.