2024
Adsense
مقالات صحفية

وخير جليس في الزمان كتاب

مياء الصوافية

القراءة وسيلتك للتفاعل مع العالم المحيط بك؛فهي روح أخرى تعيش معك تأخذك إلى تجاربها وخبراتها في الحياة

فهي تهذب عقلك، توسع فكرك ،تجعلك تستوعب مداركك؛ لتنجز ما غرسته الموهبة فيك، تجعلك على وعي بأنك إنسان قادر أن يكون له بصمة في هذه الحياة.

 إن أول سورة في كتاب الله -تعالى- نزلت هي سورة العلق، وفي أول آية منها دعوة صريحة إلى القراءة، وهذه الدعوة جاءت بصيغة الأمر الحقيقي، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على أهمية القراءة ،قال تعالى :”اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ” العلق/١، كذلك أقسم الله بالقلم في سورة القلم، قال الله تعالى:”ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ” القلم /١

وكما نعلم بأن قسم الله – تعالى- بالقلم يدل على شرفه؛فالقلم هو صانع القراءة؛فلولاه ما خطت كلمة، ولما كانت القراءة بغض النظر عن الوسائل الحديثة التي تودي دور القلم فأساسها وفكرتها هو القلم .

ولكن هل ياترى ما زالت القراءة متربعة كرسي الهوايات المرغوبة،والنشاطات المزاولة، أم أن الإحساس بأهميتها قد تراجع، وهل ما زلنا نشعر بأنها منفذ لصقل الموهبة وتوسيع مدارك القدرات أم أن هذا المعنى قد تلاشى؟

إن قيمة القراءة قد تراجعت في أهميتها عما كانت عليه سابقا في عالمنا العربي، و تراجع معها الشغف الكبير لاقتناء الكتب، وإقامة المقاهي المخصصة للقراءة، وتخصيص المكتبات التي تعنى ببيع الكتب؛فلو تمحصنا الفكر قليلا لوجدنا الكثير من المكتبات لا تبيع إلا القرطاسيات وكل ما من شأنه أن يخدم البيئة المدرسية والتعليمية من أقلام ومدونات الكتابة وملحقاتها .

إذا ما بحثنا عن أسباب تراجع شغف القراءة وتقييد تنميتها بالصورة الصحيحة والمطلوبة، وضعف الترويج لها عما كانت عليه سابقا من التهافت إليها، وبذل الكثير من الجهد المادي والمعنوي من أجل الوصول إلى مبتغانا الحقيقي منها،ناهيك أيضا إلى تراجع الاهتمام باقتناء الكتب بثقافاتها المتنوعة، والعزوف عنها وبشكل ملاحظ، أو التراخي عن السير في طلبها ؟

في اعتقادي هناك الكثير من الأسباب ربما لا أصل إلى جملتها، ولكن أرى هذه من ضمن أسباب كثيرة جعلت الكثير يعزف عن القراءة:

١. ثقافة بعض الأسر التي لا تقيم للقراءة وزنا ولا تجبل أبناءها على حب القراءة.

٢.تغييب مهارة التعلم الذاتي في المناهج الدراسية ومن أدوات التقييم ؛ وذلك بالبحث عن المعلومة أو قراءة لترجمة علم من الأعلام.

٣،تغيب دور المكتبات ففي الأغلب هي لا تجعل الكتب من ضمن بضائعها،ولا تروج لقراءتها.

٤.غلاء أسعار الكتب بما لا يتوافق مع المستوى المعيشي لبعض الأسر واعتبار اقتناء كتاب من أجل القراءة نوعا من تضييع المال.

٥.اقتصار نوعية القراءة على نوع معين من الكتب – وفي الآونة الأخيرة كتب الروايات هي المحبذة؛ فقد بلغت نسبة تداولها 90%.

٦.انشغال عقول الناس بثقافات أخرى مثل: تقافة(السوشل ميديا ).

٧.تضييع قيم القراءة: فهي عبارة عن قرارات ومبادىء في اللوائح التعليمية وإن طبقت فليس بالشكل المكثف والمنشود والمتابع والمقيم .

٨. . الإخراج الخارجي لغلاف بعص الكتب غير مشجع للقراءة؛فقد لا ينجذب القارىء إليه.

٩. اعتبار اقتناء الكتب مظهرا من من مظاهر الكماليات بالنسبة للأسر التي تعاني من ضعف في المستوى المعيشي ؛فلا تصرف الأموال للكماليات وإنما للأساسيات.

١٠. ميل الناس إلى هوايات أخرى ؛غير هواية القراءة.

١١. العالم أصبح يتجه إلى أفكارالسطحية؛فالقراءة لا يتناولها إلا الجادين أصحاب النظرة العميقة للحياة.

١٢. ندرة معارض الكتب وإن وجدت فلا تعطى حقها من الترويج.

١٤. تعدد المناهج الدراسية وازدحامها بالمواضيع الكثيرة؛ فلا يجد الطالب الوقت الكافي من أجل قراءته لكتب أخرى

١٥. غياب الوقت؛ فالكثير لا يجد الوقت الكافي من أجل القراءة؛فالوقت المتاح من أجل البحث عما يساعد على المعيشة، وقضاء مسؤوليات الأسرة.

١٦. أسلوب بعض الكتب تعتريها نوع من الفلسفة غير الواضحة، وغير المباشرة في مخطابة عقل القارىء؛وهذا يؤدي إلى عزوف القراء،أو قلتهم.

 وبهذا نصل إلى بعض الحلول منها؛ من أجل مواجهة العزوف عن القراءة:-

١.تكون القراءة ثقافة لكل الشعوب ؛وذلك بمتابعة تطبيق المنطلقات الثقافية التي تسعى من أجل تنميةالمجتمعات الحديثة وتكون القراءة من ضمن هذه المنطلقات.

 ٢.أن يترجم ذلك إلى واقع بإقامة أندية ثقافية تشجع على القراءة، وعقد مسابقات تتابع من ضمن جهات مخصصة لذلك.

٢. إكساب الأسر أبناءها مهارة حب القراءة؛ وذلك عن طريق تخصيص مكتبة في المنزل.

٤.تقنين استخدام البرامج الإلكترونية،والحث على استخدام البرامج التي تشجع غلى القراءة.

٥.البحث عن المواقع والبرامج الإلكترونية التي تشجع على القراءة.

٦.أن تكون المناهج الدراسية مشجعة على التعلم الذاتي ؛القائم عن البحث عن المعلومة.

٧.أن يكون هناك سؤال يومي بالبحث عن المعلومة في داخل الغرفة الصفية.

٨. أن توفر الأسر للطفل كتب بما يتناسب مع سنه؛حتى يتعود على القراءة.

٩.بث روح القدوة ؛وذلك بأن يكونا الأبوان محبين للقراءة ومشجعين الأبناء عليها.

١٠. أن تجعل القراءة من ضمن حلول المعالجات النفسية والاجتماعية داخل دور التنمية الاجتماعية والنفسية.

وفي نهاية هذا الطرح على المجتمعات أن تولي القراءة أهتماما بالغا؛ فالقراءة هي العيش في عقول أخرى مثمرة عايشت من التجارب الكثير ،وهذه الكتب التي خطتها ما هي إلا زادا حقيقيا يسير بالأمم إلى المنهج الصحيح ؛فالكاتب لا يكتب شيئا لا يفيد؛وإن كتب فعلينا أن نختار الكتب المناسبة التي تليق بثقافتنا وديننا ومعتقداتنا الاجتماعية الصحيحة، وعلينا أن نوجه أطفالنا للقراءة منذ نعومة أظفارهم ؛وليس كما يقولون:”أمة اقرأ لا تقرأ”

وعلى الدولة الواحدة أن تختار الكتب المناسبة لثقافتها وأن تترجم من ثقافة الآخرين بما يتماشى مع حاضرها وعصرها، وأن تحرص على تنشيئة جيل قادر على الحوار في اللقاءات المحلية والعالمية .

وأنت عزيزي القارىء لموضوعي، هل لديك اقتراحات أخرى ممكن أن نعمل بها من أجل السير بالقراءة إلى المنظور الصحيح؟.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights