الْكُوَيْت .. دَوْلَةُ أحبها ولم أزرها !!
حمود الحارثي
والأذن تعشق قبل العين أحيانا .. (بشار بن برد)
في الحقيقة الْكُوَيْت الشقيقة، أو (رسميًا : دَوْلَةُ الْكُوَيْت)، من الدول التي تحظى في نفسي بالكثير من الحب، والتقدير، والإعجاب، والرضا التام أرضا، وشعباً، على الرغم من أنني لم أزرها .. فسبحان من أسكن المحبة في القلوب!
العجيب أن نحب مكانا لم نزره، فسبق المشاعر قبل الحضور أعجب!، إلا أنه بلا شك لم يأت من فراغ، إنما جاء متوافقا مع تراكم الاستماع للقصص المروية على لسان من مروا، وعاشوا على أرضها الطيبة.
أو من خلال ما يميز شعبها العزيز من الرقي الاجتماعي المتوشح بذلك الذوق الرفيع في أسلوب الحياة، أو من خلال ما لمسته في مناسبات عدة جمعتني ببعض أبنائها الكرام.
بكل تأكيد ليس بالغريب هذا التناغم في صدق المشاعر مع شعب تجمعنا به الكثير من القواسم الاجتماعية المشتركة، ووحدة المصير.
فقد عرفته شعبا محبا منفتحا، مبادرا في مد جسور التواصل مع الآخر، متسما بالسمت الخليجي الهادئ، المرح، متزينا بعباءة التواضع، متجملا بثقافته الأنيقة، المتفرد بمواقفه السامية النبيلة، إن جاز لي التعبير، ولم يجانبني صواب الوصف.
ليس بالغريب أن نحب أمة، قد تشربه حد الاكتفاء علما، وثقافة، وفنا، معتصرة عطر حضارتها من قنينة التاريخ، الذي لم تسجل صفحاته لجغرافيتها المرخية سدولها على شاطئ الخليج العربي، إلا صوت نهام البحارة، ودماثة أخلاق شعبها وكرمهم، وضجيج ضحكات حاراتها القديمة، ومدنها الرائعة الجذابة وديوانيات أسواقها المنتشية بحوارات رواد العلم، والقلم، والفن، والثقافة، المعانقة مسارحها، والمتعالية مدارسها، وكلياتها، وجامعاتها بأصوات أساتذتها الصادحة بالعلم والمعرفة.
كيف لا نحبها، وهي بهذا القدر من الجمال الروحي؟! هكذا عرفناها منذ عرفناها، فأحببناها، كما قرأناها رواية جميلة، في مدونات ذاكرة من سعدوا بالعيش، أو بالمرور على جغرافية أرضها الطيبة في حقبة من حقب الزمن الماضي، والحاضر، ولا أحسب المستقبل أن يكون إلا كذلك.
أحببناهم أرضا، وشعبا بقدر ما غرسوا في نفوسنا من حب، أكان ذلك من خلال لحظات جمعتنا بهم صدف الحياة عبر محطاتها السعيدة، أم كان من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي توسمت بنجمة ظلت مضيئة في السماء ما بين مسقط والكويت، ترسل تحية المساء منا وإلينا في كل مساء.
كيف لا نحبها وهي (درة الشرق)، وقبلة السلام، وهي المحبة لنا، فأحببناها أكثر مما أحبتنا، بعشر أمثالها .. بلدة طيبة آمنة، وشعب شكور، ورب كريم غفور.